vendredi 15 octobre 2010

تاكسي حواديث المشاوير لخالد الخميسي


كان المدوّن و الأخ شهاب أوّل من حدّثني عن هذا العمل الأدبي.حدّثني شهاب عن تاكسي بكلّ شغف ممّا جعلني أتوق الى قراءته. لم تسنح لي الفرصة للقيام بذلك إلاّ منذ أسبوع , فقد تمكّنت من شراء الرواية خلال زيارتي الأخيرة إلى القاهرة. فلقد نصحتني صديقة لي بزيارة مكتبة
الديوان لما تحتويه من كتب قيّمة تباع بأسعار مناسبة.عندما تصفّحت الكتاب خلت أنّ قراءته ستأخذ منّي أشهرا عديدة لأنّ الكتاب مكتوب باللهجة المصرية,تلك اللهجة التي يتقنها أغلب العرب بفضل انتشار المسلسلات و الأفلام المصرية في كلّ البيوت العربية في حين تغيب عنّي و يصعب عليّ فهمها لمقاطعتي تلك الانتاجات السمعية البصرية منذ نعومة أظافري و لكنّي اشتريت الكتاب و أتممت قراءته في يوم واحد

يأخذنا الكاتب في عمله هذا في رحلة في عوالم سوّاق التاكسي المختلفة و الكتاب على بساطة عباراته و تعابيره و لغته غني بالنقد و الأفكار فلقداختار خالد الخميسي أن ينقل لنا الام و مشاكل المجتمع المصري بصفة خاصة و المجتمعات العربية بصفة عامة من خلال الحوارات العفوية التي أجراها مع بعض سوّاق سيارات الأجرة في القاهرة, ففي كلّ مرّة نكتشف موقف أحد سوّاق التاكسي من ظاهرة اجتماعية أو سياسية معينة, و نكتشف أيضا بعض المشاكل الشخصية لبعض السائقين فمنهم من يتحدّث عن صعوبة الحياة و استحالة الحصول على لقمة العيش و منهم من يبوح بعشقه لمومس أوصلها ليلا.

خلت نفسي في بلدي و أنا أقرأ المقطع عن تعطّل حركة المرور لأكثر من أربع ساعات بسبب مرور الريّس فلطالما لفحتنا شمس الظهيرة و نحن ننتظر مرور موكب في أيّام الصيف القائظة "استقليت تاكسي من الدقي...وأخذنا طريق كوبري 6أكتوبر,وكان الطريق مزدحما كالعادة,و لكنني كنت أضع في بطني بطيخة صيفي...و في المدّة التي كنت قد حدّدتها بالتقريب وصلنا إلى طريق صلاح سالم و عند اقترابنا من أرض المعارض توقّف الطريق تماما,لم أهتمّ كثيرا..ولكن الانتظار طال و مرّت الدقائق بطيئة و بدأنا نسأل السيارات المجاورة عن السبب...فقيل لنا إنّ الرئيس مبارك نازل مشوار...طيب ربنا يوصله بالسلامة

و تذكّرت أنباء الثامنة و أنا أطالع ما يلي " هنا القاهرة..نشرة الأخبار..ثمّ أتحفنا المذيع أثناء النشرة بعد طبعا تفصيل ما فعله الرئيس مبارك أثناء اليوم بعدد لا يحصى من الحوادث و التفجيرات في كلّ أنحاء العالم في إسرائيل و في العراق وفي الهند و في باكستان و في الفلبين

عادت إلى ذهني أجواء الانتخابات و تذكّرت ما سمعته من بعض المواطنين خلال تلك الفترة و أنا أقرأ السطور التالية
اليوم تم نشر صور من تقدّموا بأوراقهم لخوض الانتخابات الرئاسية في الصحف القومية غع تعريف قصير بكل منهم, السائق و الله العظيم أنا عمري ما ضحكت قد النهار دة...أما شفت الجرنال و شفت صور اللي مرشحين نفسهم جايبين ناس عمر ما حد سمع عنهم حاجة

وتتوالى مشاوير الكاتب و سفراته في سيارات الأجرة فنكتشف العديد من الشخصيات و نفسياتها.ونرى تفكير كل سائق و نظرته حيال مشكلة ما و تتنوّع المشاكل من حرب العراق و فلسطين إلى معظلة الدروس الخصوصية و الديون و غيرها, مشاكل تعيشها أغلب الشعوب العربية
.

1 commentaire:

  1. هههه، حتى أنا شهاب قاللي عليه... أما انا قريتو فيشيي بي دي اف
    :-)

    RépondreSupprimer

مجرد رأي

نحن شعب لا يتعظّ من ماضيه و لا يحفظ دروس التاريخ و كأنّني بنا شعب قصير الذاكرة أو دعوني أقول معدوم الذاكرة. تستهوينا بعض عروض التهريج في مج...