بعد كشري عند ابي طارق و بعد الحصة المسائية لدورة مهاويس التكنولوجيا قررت العودة الى ميدان التحرير صحبة صديقي المصري و صديق من تونس و بعد المرور عبر الحواجز الامنية دخلنا الميدان بسهولة فلقد بدأ زوّار اليوم في جمع أمتعتهم و الرحيل , زوّار عرضيون جاؤوا لتأدية دور في مسرحية و ما فتؤوا أن جمعوا أمتعتهم و رحلوا ليتركوا المكان لسكانه الاصليين ممن يرابضون بالميدان منذ مدة طويلة مطالبين بحق الشهداء و باقصاء رموز الفساد و بمحاسبة كلّ من سوّلت له نفسه الاعتداء على مصر و المصريين و غيرها من المطالب المشروعة و الأساسية حتى يمكن الحديث عن نجاح الثورة, عدت في المساء فاستعدت ابتسامتي فلقد تمكنت من الاقتراب من الناس و الحديث و تبادل الافكار معهم . عدت فتمكّنت من فهم طرق تنظيم الاعتصام و توزيع المهام و تمكنت من لقاء وجوه عرفتها افتراضيا او قابلتها من قبل كانت نوارة فؤاد نجم تركض في كل النواحي و تراقب كل منافذ الاعتصام بعد قيام بعض المندسين بنشر اشاعة عن انهاء الاعتصام و كانت منى سيف تتدخّل في كلّ ما يتعلّق بالخصومات داخل الاعتصام و ابهرتني قدرتها على التحكم في اعصابها امام محاولة احد المعتصمين سكب الماء الساخن على اخر اتهم بالسرقة و كنت اراقب عمليات التنظيف و تنشيط الاعتصام و سعدت لما تناهى الى مسامعي صوت الشيخ امام مرددا شيد قصورك و كانت فرحتي اكبر لما علمت بوجود سينما في ميدان التحرير سينما تعرض افلاما ابعد ما تكون عن الافلام التجارية زرت مخيم امهات الشهداء و سجن الاعتصام و لاحظت وجود محل حلاقة و محلات اخرى تلبي كل حاجيات المعتصمين
كانت الغرافيتي تغطي كل الحيوط و كانت تتسم بروح النكتة و الجمال و رايت مقهى سمي بمقهى البلطجية و جاءت التسمية كرد على نعت المعتصمين بالبلطجية
و تقربت من مجموعة من الشباب الذين لا استطيع نعتهم الا بكلمة جدعان فرغم ملامح الفقر بادية عليهم الا انّهم اصروا على دعوتي الى شرب الشاي و مشاركتهم الاكل كما انهم اعطوني حرية التصرف في منصتهم حتى انني صرت التقي الاصدقاء من مجونين و ناشطي انترنات هناك
و ها انا اعيش اياما من احلى الايام اقابل اصدقاء اشتقتهم كثيرا من مدونين و فنانين فلقد قابلت الطارقين و المحمدين و صديقتي الحبيبة الفلسطينية اسماء و اتابع تطورات الثورة المصرية و تاتي الاخبار محزنة من العريش و سوريا و نحاول ايجاد حلول و طريقة تدخل افتراضي و تتواصل الحوارات و النقاشات وسط ضحكات و تنهيدات جمعتنا اماكن احببناها في مصر كمقهى الحرية