vendredi 4 mai 2012

تدخّلي بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة برعاية اليونسكو



 سيداتي سادتي
 
انّه لشرف أثيل لي أن أقف بينكم  للمرّة الثانية على التوالي بعد  انطلاق ثورتنا  لكنّني في واقع الحال أشعر أنّ في هذا الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحفتان وجهان ثانيهما نودّ جميعا لو لم يكن . الوجه الأوّل هو أنّ أحداث  الانفجار الاجتماعي و السياسي الذي عرفته بلادنا و الذي مازال مستمرا  فيها قد حرّر الألسن و طاقات الابداع و القدرة على الابلاغ و التشبث بالمواطنة الكاملة حقوقا وواجبات و جعل فئات واسعة من شعبنا تتمسّك بطموحاتها الاجتماعية و الاقتصادية و التنموية و بحرياتها جميعا  منها حريتها في التعبير اقتراحا و نقدا و احتجاجا و حتى مشاكسة  و شعبنا قد حقّق بعد في هذا المجال نجاحات  جعلت البعض  يقول أنّ الثورة لم تشرع في تحقيق أهدافها إلاّ هذا البعد
أما الوجه الثاني و هو وجه بغيض  و قبيح كم وددت أن لا يكون  فلا أكون مضطرة للحديث عنه فهو وجه الرغبة الملحّة لدى أطراف  عديدة من بقايا السلطة القديمة  و من أركان السلطة التي تركّز نفسها  و من أطراف أخرى ذات  مصالح لا تنتعش إلاّ  عندما تنعدم  الشفافية  رغبتهم جميعا  في لجم الاعلام  و تقزيمه  و التحكّم فيه  و كبح انطلاقته و هم يجدون لذلك تبريرات  و تعلاّت  عديدة  و شعارات رنّانة  لكن  فارغة  من مثل أعطونا هدنة لنحقّق  الأولويات  و من مثل اتركوا الحكومة  تعمل  و من مثل  تحريك اليات ردعية  خلنا أنّها خلعت مع المخلوع و محاكمات للنوايا  و للفكر و كبت لتحليق الشباب  و عودة الى محاكمات الاختلاف  و التنوّع و التعدّد  تحت مسميات شتى  بعضها يتستّر بالاخلاق  و حتى بالدين مكرا و تعسّفا اذ أنا بينكم  الان أصرّ على أن نتشبّث  جميعا و معا بالوجه الأوّل  وجه الحرية  و بأن نتصدّى  معا  كلّ من موقعه  ووفقا لامكانيانته للوجه البغيض  و انّي لعلى قناعة أنّ شعبا أفلح في هزم خوفه و حقّق  ما لم يكن منتظرا لهو قادر على المضيّ على درب الحرية و ان كثرت فيه الاشواك و المطبات .

في الاخير أ  غتنم فرصة وجودي على هذا المنبر  لادعوكم الى مساندة كلّ الصحفيين و المدافعين على حرية الفكر و الا علام  و التعبير الذين يتعرّضون للقمع و الاعتداءات  و اذكر على سبيل المثال مازن درويش رئيس المركز السوري للاعلام و حرية التعبير الذي يقبع في السجن الانفرادي منذ يوم 6 فيفري 2012 رفقة زميله المدون حسين الغرير و عدة زملاء اخرين مثل يارا بدر و رزان الغزاوي و ميادة الخليل و سناء الزتاني و السادة بسام الاحمد و جوان فارسو و ايهام غزّو و عبد الرحمان حمادة و منصور العمري و هاني زتاني و هنادي زهلوط و القائمة تطول
.
كما ادعوكم الى حث الحكومة التونسية على فتح تحقيقات جدية لا صورية  فيما يتعلّق بالاعتداءات على  صحفيين و مدونين تونسيين خلال الاشهر الاخيرة و اذكر هنا   جلنّار و فاطمة الرياحي و  سفيان الشرابي و أمين مطيراوي و غيرهم  من صحافيين بقناة الوطنية و عدة وسائل اعلام تونسية أخرى و ايضا في حملات التشكيك و الشتم و القذف كالتي تتعرّض لها نجيبة الحمروني رئيسة نقابة الصحفيين التونسيين 

و شكرا 

                                                                     تصوير سليم العيادي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

مجرد رأي

نحن شعب لا يتعظّ من ماضيه و لا يحفظ دروس التاريخ و كأنّني بنا شعب قصير الذاكرة أو دعوني أقول معدوم الذاكرة. تستهوينا بعض عروض التهريج في مج...