mardi 7 août 2012

ليلة هاجمني عشرة رجال شرطة

يوم الاحد 5 اوت 2012 قصدت العاصمة للمشاركة في وقفة احتجاجية سلمية  كانت قد دعت اليها بعض مكوّنات المجتمع المدني و مجموعة من الناشطين على شبكات الانترنات و بعض المواطنين المستقّلين و ذلك  لتذكير الحكومة المؤقتة بواجباتها و التي حادت عنها منذ مدّة طويلة و للتنديد بادائها الهزيل  بعد أن وصلت  حالة البلاد الى منعرج خطير

و لمّا وصلت على عين المكان التحقت بمجموعة من الاصدقاء الذين جلسوا في احد مقاهي شارع الحبيب بورقيبة  في انتظار بداية الوقفة الاحتجاجية و لم يفاجئني و جود عدد من اعوان الامن  حول الطاولات المجاورة ولا عددهم الهائل على الرصيف المقابل.
واعلمنا بعض الاصدقاء بقيام رجال الامن بطرد كلّ الجالسين على مدارج المسرح البلدي بطريقة فظّة
و حوالي الساعة التاسعة و النصف قرّرنا الانتقال الى الرصيف الاوسط الذي يقسم شارع بورقيبة الى نصفين حتّى نبدأ تحرّكنا و ما ان بدانا في ترديد الشعارات التي كان اهمّها - يا شعب فيق فيق  النهضاوي يسرق فيك - والمرتبط بحكايات التعويضات حتّى هاجمنا رجال الشرطة اذ تعمّدوا اختراق المجموعة  باستعمال دراجتهم النارية و تعرّض احد الاصدقاء سامي الى الدهس. و قام اخرون بالاعتداء علينا بالضرب  و كانت الممثلة ريم البنّة الى جانتي حين تلّقينا  ضربا على رأسينا قبل ان تقوم مجموعة من الاصدقاء بابعادنا عن مكان الحادث
      
و بعد  بعض الوقت عدنا الى  نفس المقهى حيث التقينا في البداية, و هناك شرع بعض الشباب في تادية  أغنية شيّد قصورك  للشيخ امام و هو ما اثار ثائرة رجال الامن الذين هاجموا المقهى و لم يتردّدوا في  استعمال الكراسي و الطاولات و الكؤوس لمهاجمتنا.
كنت في شبه غيبوبة نتيجة الضربتين الذين تلّقيتهما  على راسي في بداية التحرّك فقام احد الاصدقاء بدفعي للركض و الابتعاد عن المكان . فارتحت قليلا في مكان بعيد عن الشارع الرئيسي قبل أن أعود الى احد الشوارع  الخلفية المؤدّي على شارع الحبيب  بورقيبة لاراقب ما يحدث و ما هالني الاّ انقضاض احد رجال الشرطة  الذين اعرفهم حقّ المعرفة بحكم اشتراكهم المتواصل في قمع المتظاهرين عليّ. قام بجرّي يعيدا عن المكان والتحق به عدد من زملائه فبدأت بالصراخ  و مقاومتهم  فتزايد عددهم حتى بلغ العشرةو كانوا يحاولون اخذ حقيبتي و لكنّني قاومتهم بكلّ ما اوتيت من قوّة. قام احدهم بخنقي و كان اثنان اخران يحاولان افتكاك الحقيبة  في حين كان الاخرون يضربونني  بوحشية على اماكن مختلفة من جسدي و استمرّ هذا بعضا من الوقت حتّى قدم شاب
اتركوها لي قال لهم و قام بدفعي بعد ان امرني بالركض







 و لمّا ابتعدت عنهم اكتشفت انّهم قاموا بسرقة الة تصويري  فقرّرت الرجوع حيث كنت لاسترجاعها  و عندما وصلت رايت انّ المواجهات بين المتظاهرين و رجال الشرطة  لازالت مستمرّة. و كان رجال الامن  في حالة كبيرة من الهيجان نعم  فقد كانوا يركضون  في كلّ الاتجاهات كالكلاب المسعورة  و يعتدون على كلّ من يقع بين يديهم بكلّ حقد و كراهية  مستعملين طرقا مختلفة لترهيب الناس فهاهم تارة يشتمون ذاك و يصفعون تلك و تارة اخرى يصرخون بدون سبب  لخلق حالة من الفوضى و الهيجان

  و لوهلة من الزمن خلت انّ عقارب الساعة عادت بي الى شهر ديسمبر من سنة 2010

 و قد تمكّن مجموعة من اصدقائي من استرداد الة التصوير بعد ان سرق كلاب النظام بطاقة الذاكرة
وأخذني اصدقائي  الى قسم الاستعجالي حيث عاين الاطباء اصابتي




صورة لشرخ من مئات الشروخ الموجودة في قسم الاستعجالي يامن تطالبون بالتعويضات          

1 commentaire:

مجرد رأي

نحن شعب لا يتعظّ من ماضيه و لا يحفظ دروس التاريخ و كأنّني بنا شعب قصير الذاكرة أو دعوني أقول معدوم الذاكرة. تستهوينا بعض عروض التهريج في مج...