أكره مكالمات ما بعد منتصف الليل
تخيفني بل تريعني
فهي عادة ما تحمل معها رائحة الموت و تعلنه
البارحة قفزت من السرير راجفة عندما رنّ الهاتف الملعون معلنا الرحيل المحتوم
رحلت رجاء قالت لي رانية
خبر يصعب استيعابه
رحلت رجاء التي استقبلتني منذ ايام معدودة في مدار قرطاج بالابتسامة و الدعابة
رحلت رجاء التي كانت تضجّ طاقة و صحة
رحلت تلك التي كانت تبعث أملا .
و في لحظة استعدت في ذهني كلّ الماسبات التي جمعتني بها قبل و بعد الثورة
محطة مسرحية و نضالية فرجاء كانت دائما على الوعد و في الموعد
هاهي شامخة على خشبة المسرح
هاهي واقفة في خيلاء في الشارع و أمام المحاكم
هاهي صامدة أمام كيد الكائدين في ساحة باردو
هاهي تهدينا مسرحها من أجل هذه القضية أو تلك
هاهي تواجه جشع أولئك الذين يريدون اغتصاب مسرحها لا بل اغتصاب حقّنا في فضاء
ثقافيّ رعته كما ترعى الامّ طفلا
رحلت صاحبة القلب الكبير
رحلت صاحبة الابتسامة الجميلة و القامة الشامخة
لكن أبدا لن ترحل ذكراها .
وداعا رجاء
A Dieu la belle
A Dieu La rebelle
A Dieu l'artiste
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire