منذ أيّام أحاول العيش من أجل لينا . طبعا لم أتجاهل مختلف أنشطتي و كلّ المبادئ و الأفكار التي أتبنّاها و أقاوم لأجلها و لكنّني تعلّمت أن أحبّ هذا الجسد الذي أصابه الهزال و أضعفه المرض . صرت أعتني بطعامي و أنتشي و أنا أعدّ أطباق طعام صحيّة . صرت أضيع وقتا في الفراش لمّا أفتح عينيّ صباحا , نعم فلقد كنت أحرم نفسي من لذّة التمطّط على السرير و أهرع راكضة هنا و هناك من أجل ارضاء آخرين لا يهدونني سوى نكران الجميل .
صرت أقف أمام المرأة لدقائق و دقائق و أنتقي ملابسي بكلّ عناية و شغف . عدت الى مطالعة كتبي التي أعشق و لقاء أصدقائي للضحك و اللعب لا للنقاشات و المظاهرات . استأنفت ممارسة الرياضة و التسكّع بين أحضان الطبيعة ... الى الاستلقاء تحت ضوء القمر و تعداد النجوم و البحث عن النجمة القطبية ... عدت الى الرقص وحدي بدون مناسبة داخل شقتي و الاستماع الى مختلف أنواع الموسيقى و الغناء بصوتي المخيف تحت مياه الدش . و عانقت أوراقي و أقلامي من جديد ... من قال أنّ تجربة المرض خاسرة و أنّ العلاقات العاطفية الفاشلة هي نهايات حتما هي بدايات جديدة . هي فرصة لملاقاة الأنا و مراجعة الخيارات و معانقة الحب و الحياة.