jeudi 21 juin 2018

إليك سيّدتي

لا أستعمل أبدا ألقابا من نوع سيّدي وسيّدتي ولكنّك أنت سيّدتي .
سيّدتي هل ستفيك بعض كلمات أكتبها بأصابع مرتعشة أنهكها المرض بعضا من حقّك؟
معلّمتي نعم فأنت معلّمتي . فرغم أنّني لم أنضمّ يوما الى حزب الا أنّي تعلّمت منك الكثير..
حبيبتنا صديقتنا رفيقتنا جميلتنا رائعتنا صادقتنا طيبتنا ميتنا


انت محبوبة الجميع 
عرفتك في اول خطواتي حلما من أجل تغيير التاريخ حلما من أجل واقع أجمل لجلّ التونسيين.
عرفتك تفتحين لنا مقرّك لنقاوم الحجب وتكميم الافواه ..على أعمدة الموقف كتبت بعضا من أولى مقالاتي.
رأيتك صوتا صارخا صادحا فكنت المثال
كانت أ غلب المسيرات التي شاركت فيها بعد المسيرات التلمذية تنطلق من مقرك تنديدا بارهاب اسرائيل ودفاعا عن كرامة الانسان .
سيدتي كنت دائما في الصفوف الاولى لا تخشين عصيّهم الغليظة ولا شتائمهم القاذعة ولا أجسادهم الضخمة تواجهينهم بتلك الابتسامة الساحرة المستفزة في تذكيرها لهم بقّوتك وايمانك بما تفعلين و جبنهم و خضوعهم .
رأيتك تؤمنين بسقوط النظام أياما قبل 14 جانفي وكم تجمّعنا في ضيافتك
لمحتك يو م 14 و بعدها مرات ومرات في أغلب المسيرات والاعتصامات ولن اعددها هنا فالجميع يعر والطرقات والارصفة والجدران تعرف.
ولعلّ لقاءنا ,ذات عمران بسيدي بوزيد أجمل اللقاءات .جمعتنا الصدفة لا جمعنا الايمان بالانسان .انهمك اغلب السياسيين وقتها في حساباتهم وهرعنا مناصرة لمضربات مضربين عن الطعام فاقت اعمارهم السبعين خطف أبناؤهم و ألقوا في السجون لانهم طالبوا بحق 
مشروع .



سيدتي جمعنا بهو منزلك فابتسمت رغم قسوة المرض و كالعادة كنت سيدتي و معلمتي مانحة لينا الامل
تنقلت الى منزلي وانت في اسوا حالاتك الصحية مصردة على ايصال كتب و ادوات مدرسية لبنات وابناء السلاطنية و للسجون
سيدتي كنت تتابعين جلّ تحركاتي من بعيد و لا تبخلين علي ّ بالنصح من وراء لوحة المفاتيح
سيدتي ساشتاق تلك الصباحات التي أجد فيها رسالة
سيدتي ساشفى وسانهض حلما بمواصلة المسيرة
انت هنا وستظلّين انت سيدتي وستظلين
.

3 commentaires:

مجرد رأي

نحن شعب لا يتعظّ من ماضيه و لا يحفظ دروس التاريخ و كأنّني بنا شعب قصير الذاكرة أو دعوني أقول معدوم الذاكرة. تستهوينا بعض عروض التهريج في مج...