الثورة
حب أو لا تكون هكذا كان ايماني وهكذا سيكون
أرهقتنا
الثورة و أعيانا المسار الثوري
فتداخلت
الأفكار و اختلطت الأهداف
فتناسينا
المسار و اهملنا الحب
أنهكنا
المسار فنسينا الأصل و نقطة البداية
فالغاية
نسينا
أنّ الطريق واعر و يتطلّب ثباتا و صبرا و
مثابرة
و
فقدنا الايمان
الى
كلّ الذين مازالوا يؤمنون
الى
اولئك أهدى مهدي الهميلي فيلمه تالة مون
أمور
ورغم
أنّ التطورات الأخيرة و تحامل بعض وسائل
الاعلام و "صحة رقعة "
أغلب مفسدي البارحة جعلت عدد
الذين يؤمنون يبدو و كأنّه محدود و لكنّ
الواقع مختلف تماما
فكيف
لمن فقدت فلذة كبدها أن تشتاق قاتله؟
و كيف
للجريح أن يفتقد مطلق الرصاصةالتي أصابته
؟
و كيف
للمعذّب أن يصفح عن جلاّده؟
تالة
مون أمور قصة حب زمن الثورة و قصة حب
الثورة. يذكّرنا الفيلم
ببعض ممّا عاشته مدينتا تالة و القصرين
و اللتان عرفتا تحركات مبكّرة ضدّ النظام
الدكتاتوري القامع الذي أحكم علينا بقبضة
من حديد و حرمنا من الحب و الحياة .
تالة و القصرين مدينتان شامختان
صامدتان رغم تواطئ الطبيعة والسياسيين معا
. تالة و القصرين مدينتا
الشهداء. يبدأ الفيلم
بمشهد حبّ بين حورية ابنة تالة عاملة
المصنع الثائرة و زوجها الخانع الخاضع
الرافض لأنشطة زوجته الثورية .علاقة نخالها
علاقة حب لنكتشف في خضمّ الأحداث أنّ
زواجهما زواج تقليديّ. و
أنّ قلب حورية لازال ملك محمّد حبيبها
الثائر الذي خالته .قد مات في غياهب السجون
بعد مشاركتهما سويّا في ثورة الحوض المنجمي
قبل سنوات خلت .
يأخذنا
الفيلم الى تالة و القصرين لنعيش من جديد
أحداثا قد تكون ذاكرتنا قد خانتنا فلم يتبقّى لنا منها سوى شذرات و مشاهد متفرّقة و بعض
شعارات أفرغت من معناها يرفعها بعضنا في
كلّ عيد ثورة و دعوني أقول يرفعها كل الذين مازالوا
يؤمنون . فنجدأنفسنا أمام
تحركات شعبية عفوية نرى نساءا و رجالا
التزم بعضهم سياسيا تحرّك أغلبهم بصفة
عفوية بعد أن أنهكهم الظلم و غياب العدالة و فقّرهم
التهميش . نرى المواجهات
الليلية بين شباب حالمين و رجال شرطة
فاسدين متجبّرين ونعاين مثابرة حورية
على أنشطتها السياسية المعارضة رغم محاولة
زوجها اثنائها عن ذلك فهاهي تكتب شعارات
على لافتة و تخرج رفقة احدى صديقاتها
مخاطرتين بحياتهما لتعليقها
في شارع اغتصبه النظام و كلابه و قوّادته الذين يتصيّدون كلّ خارج عن الطاعة ليذيقوه
أقسى العذابو ينكّلوا به أو ليقتلوه
.و تقف
داعية زميلاتها الى العصيان و الثورة على
الاستغلال و الاستعباد في المصنع حيث
تعمل
و
تتعدّد مشاهد سقوط الشهداء و الجرحى تحت
وابل من رصاص يطلقه حرّاس النظام و خدمه
المطيعون. و في خضمّ هاته
الأحداث القائمة على الدم و النار و العنف
يلتقي المحبان من جديد اذ يعود محمد من
سجنه الى مدينته تالة بحثا عن حبيبته
حالما ببداية جديدة هاذئة بعيدا عن المدن المحترقة بعد
أن كره السياسة و فقد ايمانه بالثورة .
تترك حورية القصرين حيث تقطن
و تعمل لتلتحق بحبيبها و لكن صدمتها تكون
عميقة عندما تكتشف أنّ هذا الأخير قرّر
تطليق السياسة و صار يبحث عن حياة هادئة
رفقتها . فكيف ستكون النهاية
؟ فكيف ستتواصل قصة حب المحبّين الذين
جمعهما حبّ زمن ثورة الحوض المنجمي وحبّهما
للثورة؟
تالة
مون امورحفظ لذاكرتنا التي أرهقتها
التطوّرات و تذكير بتضحيات الكثير الذين
رفضوا الظلم و خرجوا الى الشوارع بصدور
عارية مواجهين للرصاص الحيّ حالمين باقشاع
الليل و ظهور خيوط الصباح الأولى .
تالة مون امور جرعة من الامل
لمن أعياهم الألم و زعزع ايمانهم .تالة
مون امور احتفاء بتلك المدن المنسية قبل
بداية المسار الثوري و بعده . هو
لمسة وفاء و قصة حب
الثورة
حب أو لا تكون هكذا كان ايماني وهكذا سيكون
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire