lundi 20 février 2017

تالة مون امور الى كل الذين مازالوا يؤمنون

الثورة حب أو لا تكون هكذا كان ايماني وهكذا سيكون
أرهقتنا الثورة و أعيانا المسار الثوري
فتداخلت الأفكار و اختلطت الأهداف
فتناسينا المسار و اهملنا الحب
أنهكنا المسار فنسينا الأصل و نقطة البداية فالغاية
نسينا أنّ الطريق واعر و يتطلّب ثباتا و صبرا و مثابرة
و فقدنا الايمان
الى كلّ الذين مازالوا يؤمنون
الى اولئك أهدى مهدي الهميلي فيلمه تالة مون أمور
ورغم أنّ التطورات الأخيرة و تحامل بعض وسائل الاعلام و "صحة رقعة " أغلب مفسدي البارحة جعلت عدد الذين يؤمنون يبدو و كأنّه محدود و لكنّ الواقع مختلف تماما
فكيف لمن فقدت فلذة كبدها أن تشتاق قاتله؟
و كيف للجريح أن يفتقد مطلق الرصاصةالتي أصابته ؟
و كيف للمعذّب أن يصفح عن جلاّده؟




تالة مون أمور قصة حب زمن الثورة و قصة حب الثورة. يذكّرنا الفيلم ببعض ممّا عاشته مدينتا تالة و القصرين و اللتان عرفتا تحركات مبكّرة ضدّ النظام الدكتاتوري القامع الذي أحكم علينا بقبضة من حديد و حرمنا  من الحب و الحياة . تالة و القصرين مدينتان شامختان صامدتان رغم تواطئ الطبيعة والسياسيين معا . تالة و القصرين مدينتا الشهداء. يبدأ الفيلم بمشهد حبّ بين حورية ابنة تالة عاملة المصنع الثائرة و زوجها الخانع الخاضع الرافض لأنشطة زوجته الثورية .علاقة نخالها علاقة حب لنكتشف في خضمّ الأحداث أنّ زواجهما زواج تقليديّ. و أنّ قلب حورية لازال ملك محمّد حبيبها الثائر الذي خالته .قد مات في غياهب السجون بعد مشاركتهما سويّا في ثورة الحوض المنجمي قبل سنوات خلت .

يأخذنا الفيلم الى تالة و القصرين لنعيش من جديد أحداثا قد تكون ذاكرتنا قد خانتنا فلم  يتبقّى لنا  منها سوى شذرات و مشاهد متفرّقة و بعض شعارات أفرغت من معناها يرفعها بعضنا في كلّ عيد ثورة و دعوني أقول يرفعها كل الذين مازالوا يؤمنون . فنجدأنفسنا أمام تحركات شعبية عفوية نرى نساءا و رجالا التزم بعضهم سياسيا  تحرّك أغلبهم بصفة عفوية بعد أن أنهكهم الظلم و  غياب العدالة و فقّرهم التهميش  . نرى المواجهات الليلية بين شباب حالمين و رجال شرطة فاسدين متجبّرين ونعاين مثابرة حورية على أنشطتها السياسية المعارضة رغم محاولة زوجها اثنائها عن ذلك فهاهي تكتب شعارات على لافتة و تخرج رفقة احدى صديقاتها مخاطرتين بحياتهما لتعليقها في شارع اغتصبه النظام و كلابه و قوّادته الذين  يتصيّدون كلّ خارج عن الطاعة ليذيقوه أقسى العذابو ينكّلوا به  أو ليقتلوه
.و تقف داعية زميلاتها الى العصيان و الثورة على الاستغلال و الاستعباد في المصنع حيث تعمل
و تتعدّد مشاهد سقوط الشهداء و الجرحى تحت وابل من رصاص يطلقه حرّاس النظام و خدمه المطيعون. و في خضمّ هاته الأحداث القائمة على الدم و النار و العنف يلتقي المحبان من جديد اذ يعود محمد من سجنه الى مدينته تالة بحثا عن حبيبته حالما ببداية جديدة هاذئة  بعيدا عن  المدن المحترقة  بعد أن كره السياسة و فقد ايمانه بالثورة . تترك حورية القصرين حيث تقطن و تعمل لتلتحق بحبيبها و لكن صدمتها تكون عميقة عندما تكتشف أنّ هذا الأخير قرّر تطليق السياسة و صار يبحث عن حياة هادئة رفقتها . فكيف ستكون النهاية ؟ فكيف ستتواصل قصة حب المحبّين الذين جمعهما حبّ زمن ثورة الحوض المنجمي وحبّهما للثورة؟

تالة مون امورحفظ لذاكرتنا التي أرهقتها التطوّرات و تذكير بتضحيات الكثير الذين رفضوا الظلم و خرجوا الى الشوارع بصدور عارية مواجهين للرصاص الحيّ حالمين باقشاع الليل و ظهور خيوط الصباح الأولى . تالة مون امور جرعة من الامل لمن أعياهم الألم و زعزع ايمانهم .تالة مون امور احتفاء بتلك المدن المنسية قبل بداية المسار الثوري و بعده . هو لمسة وفاء و قصة حب

الثورة حب أو لا تكون هكذا كان ايماني وهكذا سيكون

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

مجرد رأي

نحن شعب لا يتعظّ من ماضيه و لا يحفظ دروس التاريخ و كأنّني بنا شعب قصير الذاكرة أو دعوني أقول معدوم الذاكرة. تستهوينا بعض عروض التهريج في مج...