الفكرة وراء كتابة هذه التدوينة هو سؤال ألقته عليّ صحفية ايطالية في حوار أجرته معي مؤخرا فقد أرادت ان تعرف هل أنّني أعتقد أنّ الدواعش الذين هددوا باحتلال أو غزو روما يمكن أن يصلوا هناك عبر نفس القوارب التي تحمل الى سواحل
ايطاليا المئات من المهاجرين غير الشرعيين يوميا
للامانة صدمت كثيرا عند قراءة السؤال و لم اعرف ايّ موقف اتّخذ حياله هل عليّ اجيب بجدية ام ان اغرق اجابتي في بحر من السخرية و التهكّم
كتبت في الموضوع من قبل و خضت فيه مرات و مرات و كما قلت سابقا لن ادّعي في العلم معرفة و لن أنسب لنفسي صفة الخبيرة في ايّ شان من الشؤون و لكنني كانسانة مطلعة و لو قليلا على الشان العام اعتبر انّ مسالة انتشار الفكر الداعشي في العالم صارت جلية المعالم للجميع
اضحكتني صورة الدواعش التي تخيلتها الصحفية في ذهنها قوارب تحمل دواعش شاهرين اسلحتهم على الجنود الايطاليين الذين يرابطون على الاسلحة ... مع انّ الامر ممكن
و لكن ساقول مرة اخرى انّ داعش انتشرت و امتدت عروقها في كلّ العالم و الدواعش ليس في حاجة الى قوارب و لا طائرات لضرب مكان ما ... تكفيهم بعض العقول و النفوس الهشة ... يكفيهم انتشار الياس و القنوط و الفقر و التهميش و غياب العدالة الاجتماعية و تفشي المشاكل النفسية و الاجتماعية و المادية في بعض المجتمعات ... تكفيهم حواسيب و شبكة عنكبوتية لاقناع شخص او مجموعة اشخاص بتنفيذ عملية في مكان ما
هؤلاء لهم من الخبرة ما يجعلهم يدعششون او يدوعشون من يريدون بابسط الطرق و باضعف الامكانيات
كما سبق و ان قلت في نص سابق داعش ليست المجموعة التي تحمل السلاح فحسب داعش ر هي فكر ظلاميّ هدّام فكر رجعيّ اجراميّ دمويّ و ليست في حاجة الى قارب او طائرة لنشر فكر ما او لاقناع شخص او مجموعة بتبنيه
الشبكة العنكبوتية سهلت الامور و بسطتها و استقطاب فلان او فلتان صار رهن حوار على الشبكة و فيديوات مغرية مصورة بتقنيات سمعية بصرية عالية الجودة تبرز المجرمين في حلة الابطال المدافعين عن الدين و الكرامة العربية المجاهدين في سبيل استمرار الاسلام و عدم اندثاره