mardi 19 mars 2013

"أوتوستوب" أو سيّدي الوالي هل ترضى لبناتك بهذا؟

 نهاني الكثير من الأصدقاء في العديد من المرّات عن التوقّف لطالبي التنقّل المجّاني أي   الاشخاص الذين يقومون بعملية " الاوتوستوب" و ذلك لتردّي الأوضاع الأمنية و خوفا على سلامتي لكثرة ما يتناقل من أحاديث و في أغلب الأحيان من اشاعات عن جرائم يقترفها مثل هؤلاء الاشخاص لمتظاهرين بقلّة ذات اليد و العجز عن دفع معلوم النقل العمومي لكنّني لم أتوقّف عن ذلك فليس من العادي ترك الناس على قارعة الطريق في حين تسع السيارة راكبين اخرين. كما أنّني عادة ما أجد متعة في  تبادل أطراف الحديث مع من  يواصلون الطريق معي



 .

 و في عطلة نهاية الاسبوع كنت عائدة من مدينة سوسة رفقة صديق عزيز لمّا لمحت شيخا قد شارف على العقد السابع من عمره  رثّ الهندام   و متعب الملامح  يستوقف السيارات على حافّة  الطريق السيارة. و كان الجوّحارّا وأشعّة الشمس حارقة و لا فحة . أوقفت السيارة و طلبت منه الصعود فأشبعني دعواتخير ثمّ انطلق يتحدّث عن مشاكله و حياته بدءا بسائق السيارة الذي توقّف له قبلي و رفض أخذه معه و اكتفى بنقل شرطيّ كان واقفا  بمحاذاته يستوقف السيارات أيضا بتعلّة أنّ مظهره مخجل  مرورا بمشاكل البلاد و العباد بصفة عامّة ووصولا الى مشاكله الشخصية و العائلية
 . 
 انطلق  في حديث مسترسل  راويا لي أنّه من منزل بوزيّان و أنّه ذاهب الى مدينة نابل لزيارة  ابن له يرقد في المستشفى عاجزا عن الحراك بعض تعرّضه لحادث رفقة أفراد اخرين من عائلته فقدوا الحياة تاركين من بعدهم  أطفالا في عمر الزهور و أغلبهم من الفتيات الائي  لم يتجاوز سنّ أكبرهنّ العاشرة و حدّثني عن رحلة معاناته بحثا عن عمل يمكنّه من اعالتهم. حدّثني عن معاناته مع اقامة هذا الابن في المستشفى و عن قسوة الظروف و القوانين فلو توقّف عن دفع معلوم الاقامة سيجد ابنه ملقى على قارعة الطريق و هو ما كاد أن يحدث لولا تدخّل بعض فاعلي الخير الذين تكفّلوا بعلاج هذا الابن .
.
ارتعش صوته و هو يحدّثني عن تأزّم الوضع مقارنة بما كان عليه و عن توظيف حزب النهضة للدين  لخدمة مصالح أعضاء الحزب الشخصية وروى لي نضالات ابناء بوزيان و سيدي بوزيد و القصرين  قائلا : لولا تضحيات شبابانا لما خرج هؤلاء المتغطرسين المتكالبين على الكراسي من السجون .  و مضى يتحدّث عن فشل حكومة الحال في  الوفاء بوعودها الانتخابية و خنقته العبرة و هو يحدّثني عن لقاء جمعه بوالي سيدي بوزيد  الذي طرق بابه بحثا عن عمل في الحظائر أو في أيّ مكان.  انهمرت دموعه و هو يخبّرني بردّ السيد الوالي الذي قال له بالحرف الواحد : "انتوما مسكرين شوية في سيدي بوزيد" فلمّا استفسره الشيخ عن معنى كلامه ردّ عليه هذا الاخير قائلا: من المفروض أن تبعث بحفيداتك ليعملن كمعينات منزليات
"لو أخبرت أبناء مدينتي بما قاله لي لمزّقوه اربا اربا لكنّني فضّلت تفادي المشاكل 
واصل الشيخ قائلا و القهر باد على محيّاه.."  
و هنا أسأل السيّد الوالي هل ترضى  لبناتك  بالانقطاع عن الدراسة و الخروج للعمل كمعينات منزليات لو فقدن معيلهنّ؟ أهاته هي حلول التنمية و التشغيل الذي وعد بها من نصّبوك واليا خلال الحملة الانتخابية؟ هل هذا ما يسمّى عدالة اجتماعيّة؟

حاولت رفقة صديقي التهدئة  من روع الشيخ و لكنّنا عجزنا عن ذلك فكيف تطمئن من فقد الأمل في سياسيين يخدمونه و من سرقت منه أحلامه في العيش الكريم و العدالة الاجتماعية؟ و واصل في سرد معاناته حتى وصلنا الى نابل حيث نزل ليواصل رحلة المعاناة و التعب من أجل مستقبل ابنه و حفيداته اليتيمات.    

1 commentaire:

  1. :'( مزلت مريت شيء إنتي هذا جزء من مليون من الخراب إلي موجود في البلاد

    RépondreSupprimer

مجرد رأي

نحن شعب لا يتعظّ من ماضيه و لا يحفظ دروس التاريخ و كأنّني بنا شعب قصير الذاكرة أو دعوني أقول معدوم الذاكرة. تستهوينا بعض عروض التهريج في مج...