يومي 13 و 14 جانفي كنت في شارع الحبيب بورقيبة لا للاحتفال و لكن لأتابع ما كان يحدث و ما سيحدث و لأكون بجانب عائلات شهداء الثورة و جرحاها في تحرّك دعوا اليه . و ككلّ سنة شعرت بالالم و الاحباط الشديدين لما الت اليه وضعية هذه القضية التي تناساها اغلب السياسيين و اصحاب القرار بعد ان كانت في يوم من الايام موضوعهم الاهم و المحبذ خلال اللقاءات التلفزية و الحوارات الصحفية و الحملات الانتخابية . اليوم بقيت هاته العائلات تحمل هذا العبء وحدها مع ثلة من المحامين و الناشطين الذين ابوا الا ان يواصلو الطريق من اجل هدف واحد ألا وهو كشف الحقيقة.
تجلس جانب أب يحمل صورة ابنه الشهيد فتسائلك عيناه : لماذا يصمتون عن الحقّ؟ ألم و عذاب .
و تأخذ والدة شهيد الكلمة فتغالبها العبرات .
أما الجرحى فتلك قصة أخرى : فهل عجزت دولة كاملة عن تحمّل مصاريف من وهبوا اجسادهم للوطن ؟
ترى مسلم وخالد في لحظة مناجاة و دموع فتتساءل عن انسانيتك ؟ هل انا انسان ؟ و تشعر بالخجل .
ترى مسلم وخالد في لحظة مناجاة و دموع فتتساءل عن انسانيتك ؟ هل انا انسان ؟ و تشعر بالخجل .
يوم 14 جانفي كان الشارع الرمز عبارة عن سوق اسبوعية تتجاور فيها الخيام و كلّ يعرض سلعته و يمدحها . احزاب سياسية و منظمات مجتمع مدني : ذلك قد اطلق حملة انتخابية قبل الموعد , و اولئك يحتفلون مستعرضين مالهم و جاههم و الاخرون يرفعون شعارات الملاعب , و جماعات عدة تعدد مناقب دولة الخلافة و جماعة اخرى تطالب بالترفيع في اجورها ... و اولئك معتصمون ...
و تونس تبكي و تتالّم ...
و تونس تبكي و تتالّم ...
في المساء كان لي لقاء مباشر على احدى القنوات الاجنبية للحديث عن مرور 5 سنوات على رحيل بن علي و حاولت الحديث عن بعض من هذا و كانت مختلف الصور التي ذكرت في ذهني ... و لكن ها انّ احد المشاركين يعارضني متحدثا عن احتفالات و ديمقراطية و فرحة و حرية ...ممجدا وحدة الشيخين و الرخاء الذي نعيشه . فلعنت السياسة و رجال السياسة ...
و ها أنّ الرخاء يغمرنا من كلّ الجهات : شاب يموت بعد ان وقع التلاعب بقائمة تشغيل ,و اخرون يحتجون فيواجهون بالقمع و العنف ... و التاريخ يعيد نفسه .
يحكمنا شيوخ عجزوا عن فهم تطلعات من أوصلوهم الى الكراسي ... عجزوا عن ايجاد لغة تواصل و عجزوا عن تشريك الشباب في الحكم ... عجزوا عن فهم المشاكل الحقيقية و طرق معالجتها و اعتمدوا منهج من سبقهم : تهميش , اذان صماء , تجاهل , تسويف , فساد , محاباة ... لم يستخلصوا العبر وراهنوا على خبوّ نور الثورة و الخوف من الارهاب و هم صانعو الارهاب .
واصلوا و يواصلون نفس الممارسات و لكن هيهات ... القمع لا يولّد الا الثورة و الغضب .
واصلوا و يواصلون نفس الممارسات و لكن هيهات ... القمع لا يولّد الا الثورة و الغضب .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire