تفحمني سذاجة بعضهم . نعم فما أسمعه لا يمكن أن يكون غير ذلك . يسمّون تلوّن الحرباء مراجعة للأفكار و تقييما للذات و استعدادا للرمي بفكر معيّن عرض الحائط و لتبنّي فكر جديد مخالف تماما. يعجبني تفاؤل هؤلاء الساذج و يقتلني ...و لكن لنبدأ من البداية هل تغيير اسم حزب بآخر هو مراجعة الذات ؟ هل قول نقيض ما قيل سابقا دون ذكر سبب تغيير الفكرة كاف ؟ إنّ التراجع عن أفكار معيّنة أو مراجعتها يستدعي شجاعة و جلدا للذات و مساءلة لها . كما يستدعي مصارحة الجميع بالأخطاء و ابداء الاستعداد للخضوع للمساءلة و المحاسبة . مراجعة الأفكار لا تتمّ بطمس الجرائم و ستر الأعوار دونما محاسبات ... سهل قول الشيء و نقيضه لكنّ التاريخ لا يرحم . ثمّ سبحان الله مغيّر الأحوال لم تتغيّر هاته الأفكار ذيلة سنوات طوال ... لم تتغيّر يوم طلع البدر علينا و طيلة اربع سنوات بعد طلوعه و لكنّها تغيّرت في يوم و ليلة لمّا صار الكرسيّ أو العرش المكتسب حديثا مهدّدا ... سبحانك يا ربيّ. فغابت الأفكار السوداء المظلمة لتحلّ محلّها أفكار حداثية . نعم وصل الأمر الى حدّ انكار نسب ابنائه الذين كانوا في الماضي القريب يذكّرونه بشبابه و نسبتهم الى من يدّعي أنّه قمعه سبحانك ياربّي و لكن ليس ذلك بمشكل فكليهما لا يمكن أن ينجبا إلاّ أجنّة مشوّهة بقدر بشاعة أفعالهما و أفكارهما . يا من تدّجنون كلّ يوم :يعجبني تفاؤلكم و أستطيب رغبتكم في العيش في مناخ آمن لكن كونوا على يقين أنّكم ستندمون يوم لا ينفع الندم يومها ستكون الباخرة قد غرقت بنا جميعا . فالمصالحة لا تستقيم دون محاسبة .
أحيانا
تضعك الصدفة أو القدر أمام مواقف لا تنساها
أبدا أو أشخاصا يتركون أثرهم على حياتك
الى اخر يو م فيها … فلا تنساهم . سافرت
الى مدينة كوزنشا الصغيرة في جنوب ايطاليا
من اجل تسلّم جائزة منحتني اياها احدى
المنظمات كتكريم على مجهوداتي من اجل دعم
الثقافة المتوّسطية أو هكذا ارتأت لجنة
التحكيم
المتكوّنة
من اساتذة من السوربون الفرنسية و عديد
الجامعات الايطالية العريقة و في
طريق العودة … قابلت حنان … وصلت
الى المطار باكرا و قمت باجراءات التسجيل
و دخلت قاعة الرحيل حيث جلست وحيدة مع
كتابي … فجأة
تقدّمت منّي فتاة متحجّبة عربية الملامح
و طرحت عليّ مجموعة من الاسئلة باللغة
الايطالية... حتما فهمتها
فالايطالية و الفرنسية لغتي الثانية
متشابهتان وسرعان ما لمحت الجواز الاخضر
بين يديها فغمرتني سعادة كبرى … ها انّي
قد وجدت رفيقة للسفر تؤنس وحدتي … فلقد
أتعبتني الوحدة التي أعيشها في كلّ سفرة
و تعدّد ت السفرات و الدعوات لالقاء
محاضرات و المشاركة في نقاشات
رسمت ايتسامة عريضة على وجهي و أجبتها عن سؤالها باللهجة التونسية تبادلنا اطراف الحديث لبعض الوقت و تطّرقنا الى مواضيع مختلفة و لمّا وصلنا الى مو…
رسمت ايتسامة عريضة على وجهي و أجبتها عن سؤالها باللهجة التونسية تبادلنا اطراف الحديث لبعض الوقت و تطّرقنا الى مواضيع مختلفة و لمّا وصلنا الى مو…
Commentaires
Enregistrer un commentaire