jeudi 31 décembre 2009

إليك ذكرى ليلتين هاتفيتين طويلتين هاتف ليلي غادة السمان

آه صوتك صوتك !

يأتيني مشحوناً بحنانك

وتتفجر الحياة حتى

في سماعة الهاتف القارسة.

آه صوتك صوتك !

_ ويتوقف المساء حابساً أنفاسه _

كيف تستطيع أسلاك الهاتف الرقيقة

أن تحمل كل قوافل الحب ومواكبه وأعياده

الساعية بيني وبينك

مع كل همسة شوق ؟!

كيف تحمل أسلاك الهاتف الدقيقة

هذا الزلزال كله

وطوفان الفرح وارتعاشات اللهفة

ومطر الهمس المضيء

المتساقط في هذه الأمسية النادرة ؟!

آه صوتك صوتك !

صوتك القادم من عصور الحب المنقرضة

صوتك نسمة النقاء والمحبة

في مدينة الثرثرة وأبواق السيارات الضحكة

والنكات الثقيلة كالأسنان الاصطناعية

مدينة بطاقات الدعوات إلى الحفلات

وورقات النعوة وشركات التأمين

مدينة المقاهي والتسكع والكلاب المرفهة وزيت الشعر

والتثاؤب والشتائم وحبوب منع الحمل

والسمك المتعفن على الشاطئ ...

آه صوتك صوتك !

صوتك الليلي الهامس طوق نجاة

في مستنقع الانهيار.

آه صوتك صوتك !

مسكون باللهفة كعناق

يعلقني بين الالتهاب والجنون على أسوار قلعة الليل...

وأعاني سكرات الحياة

وأنا افتقدك

وأعاني سكرات الحياة

وأنا أحبك أكثر.

آه صوتك صوتك !

ترميه من سماعة الهاتف

على طرف ليلي الشتائي

مثل خيط من اللآليء

يقود إلى غابة ...

وأركض في الغابة

اعرف انك مختبئ خلف الأشجار

واسمع ضحكتك المتخابثة

وحين ألمس طرف وجهك

توقظني السماعة القارسة.

آه صوتك صوتك !

وأدخل من جديد مدار حبك

كيف تستطيع همساتك وحدها

ان تزرع تحت جلدي

ما لم تزرعه صرخات الرجال

الراكضين خلفي بمحاريثهم ؟!

آه صوتك صوتك !

وهذا الليل الشتائي

يصير شفافاً ورقيقاً

وفي الخارج خلف النافذة

لابد ان ضباباً مضيئاً

يتصاعد من زوايا العتمة

كما في قلبي

آه صوتك صوتك !

وكل ذلك الثراء والزخم الشاب

تطمرني به

وأشتهي أن أقطف لك

كلمات وكلمات من أشجار البلاغة

ولكن ...

كل الكلمات رثة

وحبك جديد جديد ...

الكلمات كأزياء نصف مهترئة

تخرج من صناديق اللغة المليئة بالعتق

وحبك نضر وشرس وشمسي

وعبثاً أدخل في عنقه

لجام الألفاظ المحددة !

آه صوتك صوتك !

يولد منك الفرد والضوء

والفراشات الملونة والطيور

داخل أمواج المساء الهارب

لقد احكمت على نفسي

إغلاق قوقعتي

فكيف تسلل صوتك الي

ودخل منقارك الذهبي

حتى نخاع عظامي ؟!

آه صوتك صوتك !

واتوق إلى احتضانك

لكنني مقيدة إلى كرسي الزمان والمكطان

بأسلاك هاتف

ومطعونة بسماعته !

آه صوتك صوتك !

وانصت إلى قلبي ...

يا للمعجزة : انه يدق !

صباح الحب

وتنمو بيننا يا طفل الرياح

تلك الالفة الجائعة

وذلك الشعور الكثيف الحاد

الذي لا أجد له اسماً

ومن بعض أسمائه الحب

منذ عرفتك

عادت السعادة تقطنني

لمجرد اننا نقطن كوكباً واحداً وتشرق علينا شمس واحدة

راع انني عرفتك

وأسميتك الفرح الفرح

وكل صباح انهض من رمادي

واستيقظ على صوتي وأنا اقول لك :

صباح الحب ايها الفرح

ولأني أحب

صار كل ما ألمسه بيدي

يستحيل ضوءاً

ولأني أحبك

أحب رجال العالم كله

وأحب أطفاله وأشجاره وبحاره وكائناته

وصياديه وأسماكه ومجرميه وجرحاه

وأصابع الأساتذة الملوثة بالطباشير

ونوافذ المستشفيات العارية من الستائر ...

لأني أحبك

عاد الجنون يسكنني

والفرح يشتعل

في قارات روحي المنطفئة

لأني أحبك

عادت الألوان إلى الدنيا

بعد أن كانت سوداء ورمادية

كالأفلام القديمة الصامتة والمهترئة ...

عاد الغناء إلى الحناجر والحقول

وعاد قلبي إلى الركض في الغابات

مغنياً ولاهثاً كغزال صغير متمرد ..

في شخصيتك ذات الأبعاد اللامتناهية

رجل جديد لكل يوم

ولي معك في كل يوم حب جديد

وباستمرار

أخونك معك

وأمارس لذة الخيانة بك

كل شيء صار اسمك

صار صوتك

وحتى حينما أحاول الهرب منك

إلى براري النوم

ويتصادف أن يكون ساعدي

قرب أذني

أنصت لتكات ساعتي

فهي تردد اسمك

ثانية بثانية ..

ولم (أقع ) في الحب

لقد مشيت اليه بخطى ثابتة

مفتوحة العينين حتى أقصى مداهما

اني ( واقفة) في الحب

لا (واقعة) في الحب

أريدك

بكامل وعيي

( أو بما تبقى منه بعد أن عرفتك !)

قررت أن أحبك

فعل ارادة

لا فعل هزيمة

وها انا أجتاز نفسك المسيجة

بكل وعيي ( أو جنوني )

وأعرف سلفاً

في أي كوكب أضرم النار

وأية عاصفة أطلق من صندوق الآثام ...

وأتوق اليك

تضيع حدودي في حدودك

ونعوم معا فوق غيمة شفافة

وأناديك : يا أنا ...

وترحل داخل جسدي

كالألعاب النارية

وحين تمضي

أروح أحصي فوق جسدي

آثار لمساتك

وأعدها بفرح

كسارق يحصي غنائمه

مبارك كل جسد ضممته اليك

مباركة كل امرأة أحببتها قبلي

مباركة الشفاه التي قبلتها

والبطون التي حضنت أطفالك

مبارك كل ما تحلم به

وكل ما تنساه

لأجلك

ينمو العشب في الجبال

لأجلك

تولد الأمواج

ويرتسم البحر على الأفق

لأجلك

يضحك الأطفال في كل القرى النائية

لأجلك

تتزين النساء

لأجلك

اخترعت القبلة !...

وأنهض من رمادي لأحبك !

كل صباح

أنهض من رمادي

لأحبك أحبك أحبك

وأصرخ في وجه شرطة

( كل الناس رجال شرطة حين يتعلق الأمر بنا)

أصرخ : صباح الحب

صباح الحب أيها الفرح

لا تصدق حين يقولون لك

انك عمري

فقاعة صابون عابرة ...

لقد اخترقتني كصاعقة

وشطرتني نصفين

نصف يحبك ونصف يتعذب

لأجل النصف الذي يحبك

أقول لك نعم

وأقول لك لا

أقول لك تعال

وأقول لك اذهب

أقول لك لا ابالي

وأقولها كلها مرة واحدة في لحظة واحدة

وانت وحدك تفهم ذلك كله

ولا تجد فيه أي تناقض

وقلبك يتسع للنور والظلمة

ولكل أطياف الضوء والظل ...

لم يبق ثمة ما يقال

غير أحبك !!...

أنت

تركض كل لحظة فوق جبيبني

مثل عقرب صغير أسود

آه السعني

اشتهي سمومك كلها

انزف ظلماتك داخلي

لأضيء ...

وحينما يأتيني صوتك

تمتلك جسدي رعدة خفية

كدت أنساها

آه صوتك صوتك صوتك

الهامس الحار

صوتك الشلال الذي يغسلني

وأنا اقف تحته

عارية من الماضي والمستقبل

وقد شرعت أبوابي

حتى آخرها ...

إدخل !!!

كالمخالب

تنشب كلماتك في ذاكرتي ...

كالسجناء

نلتقي وعيوننا معلقة على الزمن الهارب

_ العائم مثل طائرة ورقية

يلهو بها طفل لا مبال _

كشجرة لبلاب جهنمية

تنمو أيامنا حول أعصابي ...

وتأتيني يا حبيبي تطالعني

مهيباً لا يقاوم كسمكة القرش

وأبحث بنفسي عن أسنانك

كي أوسدها قلبي

وأنام بطمأنينة الأطفال ... والمحتضرين


..

8 commentaires:

مجرد رأي

نحن شعب لا يتعظّ من ماضيه و لا يحفظ دروس التاريخ و كأنّني بنا شعب قصير الذاكرة أو دعوني أقول معدوم الذاكرة. تستهوينا بعض عروض التهريج في مج...