samedi 30 juillet 2011

يوم قيام الخلافة في ميدان التحرير

و أخيرا أتيحت لي الفرصة لزيارة ميدان التحرير بعد رحيل الطاغية رقم ... و الطغاة عدة . كانت اخر زيارة لي لمصر في شهر أكتوبر من سنة 2010. وقتها كانت صور الدكتاتور في كلّ مكان كما هو عليه الحال في أغلب البلدان التي ترزح تحت الدكتاتوريات و يحكمها القمع  .  أحد صوره استفزتني لما تنم عنه من قلة ذوق وكانت تغطي واجهة أحد المباني و أخاله مقر ما كان حزبا حاكما :مبارك  و هو يرتدي قميصا تغطيه الأزهار و يطغى عليه اللون البنفسجي و لعلّ رمزية هذا اللون في بلدي أيّامها هو مازاد  تقزّزي و ولّد فيّ الرغبة في الغثيان  و السيد الملك الجبّار يضع على  وجهه نظارات سوداء غطته بالكامل و لكنها كشفت ابتسامة كاذبة أظهرتها حركة الشفتين  و هو يرفع أحد يديه في تحيّة متعالية و عندما رأيت الصورة خلت نفسي أمام أحد رجال المافيا الايطالية أو الروسية و هو ليس بعيدا عنها فمن حكمونا و يحكموننا في البلاد العربية  ليسوا إلاّ رجال مافيا
دعوني أرجع إلى ميدان التحرير وقد وصلت هناك في أحد الجمعات المليونية  التي لم أعد أدري ما اسمها بالضبط فالاسم يختلف حسب محدّثي فهناك من قال أنّها  جمعة توحيد الصفوف و لم الشمل و هناك من سمّاها جمعة الحفاظ على الهوية العربية الاسلامية  و الاجابات تختلف بحسب طول اللحية و وجودها من عدمه
على كبري قصر النيل رأيت ما اصطلح على تسميته بالزحف في الثورتين المصرية و التونسية مجموعات متعددة تحمل لافتات كبيرة عليها شعارات مخيفة تنزل من حافلات و تتقدم الى الميدان ...   
وصلت المدخل المتواجد من ناحية منصة الإخوان أو السلفيين ـو الجهاديين أو ...و كنت صحبة صديق مصري من العريش و سأتحدّث عن العريش لاحقا و لم أفاجأ بنقاط التفتيش  فلقد كانت هي نفسها في القصبة الفرق الوحيد هو تصرّفي ففي القصبة كنت أشاكس المفتشين حين يوّجهونني الى طابور النساء بأن أطلب أن يفتشني رجل في إطار المساواة و أصرّ على ذلك فيسمح لي بالدخول دون تفتيش و في التحرير رضيت بالواقع المر وفتشتني امراة منقبة و الله أعلم

كان من الصعب التحرك وسط الزحمة فالناس ملؤوا كلّ الميدان و تزامن وصولي مع صلاة الجمعة فاضطرخرنا للوقوف في أطراف الميدان حتى نهاية الصلاة, و اغتنمت الفرصة لالتقاط بعض الصور و تصوير بعض الفيديوهات.و في وسط الصلاة اقترح علي أحد المصلين الصعود على كراسي أحد المطاعم لتكون الصور أحسن فأعجبتني الفكرة و كان المشهد أوضح ناس يصلون و اخرون يدعون الصلاة و كلهم نازلون صاعدون, لا يستطيعون لا الركوع و لا السجود بطريقة عادية لضيق اغتنم الشاب الذي يصلي أمامي الفرصة لمداعبة قدمي في كلّ ركعة وكما يقول المصريون  :كنت عاملة نفسي مش هنا و طبعا كان ذلك في اطار تفادي المشاكل و أشار لي شاب اخر مازحا بضرورة دفع نقود مقابل التصوير و لم أفهم أكانوا يصلون أم ...و بمجرّد انتهاء الصلاة أكملنا طريقنا الى وسط الميدان وسط ضوضاء مكبّرات الصوت التي تصدح بالغاني الدينية و الأدعية الغريبة و شعارات من قبيل لا شرقية و لا غربية مصر دولة اسلامية وحالة من الفوضى خلقتها الأفكار الجهنمية للإخوان الذين لم يجدوا طريقة أفضل من رمي قواريرالماء على الناس من فوق مناصاتهم الشاهقة خالقين حالة من الفوضى بسبب تسابق الحاضرين  لالتقاطها  لإطفاء عطشهم و تبريد وجوههم التي لفحتها أشعّة الشمس الحارة.كنّا نشقّ طريقنا وسط الالاف من الأجساد المتراصة و نحاول حماية رؤوسنا من شرّ قارورة قد تحطّ فوق رؤوسنا و كان مرافقي يبذل مجهودا أكبر فقد كانت له وظيفة أخرى وهي حمايتي  من أيادي لإخوان  الملتحين المتجلببين الأتقياء الذين لم يتوانوا عن ملامسة جهازي التناسلي و إلى اللحظة لم أفهم سرّ مشيهم في جهة و ترك أياديهم في جهة أخرى
الرجاء قراءة كل اللافتات 
و بعد لأي بلغنا منصة أخرى للأخوان و حاولت الصعود لالتقاط بعض الصور و لكن طلبي قوبل بالرفض المصاحب بالامتعاض و التقزز رغم تواجد بعض الناس الذين كانوا في كل مرة يفسحون لي الطريق صائحين مذعورين حريم حريم فتولّى صديقي المهمة و بعد ذلك قررنا الخروج و لم تكن العملية أسهل من  الدخول فلقد كنت أجاهد لأتفادى أيادي الاخوان التي نسو أن يلقّنوها  أخلاق الاسلام و صارت المعاكسة من عاداتها  .خرجت و كّلني مرارة لما الت إليه  الامور  فالميدان اليوم ليس ميدان يوم 25 جانفي ليس ميدان الحرية بل ميدان توظيف الدين سياسيا ميدان الشعارات الظلامية و النفاق خرجت و كلي ألم لغياب النساء اللاتي كنّ في الصفوف الاولى أيام الثورة
 
و لكنني رجعت في المساء و البقية في تدوينة أخرى

 
 

5 commentaires:

  1. أنتظر البقية يا لينا

    رفيقة

    RépondreSupprimer
  2. أحببت هذه التدوينة على بساطة أسلوبها الذي عرىّ الواقع بكل هدوء

    رفيقة

    RépondreSupprimer
  3. "Attiya Ahmed Attia D. en...." meilleur slogan par excellence de toutes les révolutions arabes.

    On comprend mieux Lina l'absence des femmes ;)

    RépondreSupprimer
  4. للأسف كما قالت بلها أعلاه، نفهم الثورات العربية أكثر بحضور لافتة طبيب علاج الضعف الجنسي

    RépondreSupprimer

مجرد رأي

نحن شعب لا يتعظّ من ماضيه و لا يحفظ دروس التاريخ و كأنّني بنا شعب قصير الذاكرة أو دعوني أقول معدوم الذاكرة. تستهوينا بعض عروض التهريج في مج...