ولدي ـ عزيزي
ـ مستقبل بلدي المشرق !
نعم لقدخذلتك
اليوم فلم أعرف الى دفع الذرّ عنك سبيلا
...أخطأنا الخيار و قادتنا
خطانا الفارّة من هراواتهم وغازاتهم
الكثيفة الى سقف تلك العمارة … لا أدري
لماذا انحشرنا هناك : ألنقص
في الخبرة؟ أم لأنّه لم يكن أمامنا مهرب
اخر ؟ أم لأنّنا خلنا هم أقلّ بؤسا و ألطف
شراسة من حقيقتهم و تهيّألنا أنّ
التعليمات التي تحرّكهم كالالات لا بدّ
لها أنها توقفهم عند طوار الشارع و تمنع
عنهم حرمات المساكن ؟ أم لأنّنا صدّّقنا
ذلك الذي لم نلمس الى حدّ الان من عرضه
الاّ الرشّ و العسف و البهتان و العضّ و
القمع و التباكي ؟
قادنا تقديرنا
العاثر اذن للالتجاء بدرج تلك العمارة
...لكنّهم قذفوا علينا
غازاتهم حتّى باهتها و أبوابها و لم
يكتفوا بذلك بل لاحقونا في المدارج و حتى
سقف العمارة … و هناك أسمعونا وابلا من
الشتائم و الباب و البذاءة وأرادوا أن
يذلّونا و حلا لهم أن يأمرونا أن نركع
على ركبنا و نرفع أيدينا الى السماء بعد
أن نفتح حقائبنا ...لم يركع
أحد ...لم أر احدا ركع …
حتى أنت لم تركع … و لكن شرسا منهم استضعفك
فصفعك …
صفعك بلا
مبرّر … و دون أن تكون فعلته تلك تدخل
ضمن المبررات التي يتبّجحون بأنها تقود
أعمال قمعهم و تقنّن تدرّجه …
ولدي ـ عزيزي
ـ مستقبل بلدي المشرق !
لقد خذلتك
فلم أحتجّ و لم أصرخ … قد أكون خذلتك
لانّني لم أكن في كامل وعيي... و
قد أكون خذلتك اشفاقا عليك اذ حسبت انّ
احتجاجي قد يجعل الشرس يتهافت عليك أكثر
و قد أكون خذلتك لانّ انتباهي كان حينها
منصبا على رفض الركوع و الاستعداد للتصدّي
لما قد ينجرّ عنه … و قد اكون خذلتك لانّ
سير فكري و ردّ فعلي كان ادنى سرعة من سير
الاحداث
ولدي ـ عزيزي
ـ مستقبل بلدي المشرق !
خذلتك و لن
يفيد الاعتذار شيئا … لكنّ عزائي و ما
قد يخفّف و ان شيئا ما من كرهي لنفسي و
يهوّن عليّ و ان لحدّ احساسي بالخي يكمن
في قناعتي بانّك لنن تحسّ الصفعة اهانة
و كسرا لعزّة نفسك بل انّك ستجد في الصفعة
ما يقوّي اكثر من عزمك على النضال و ما
يضيف الى حنقك على الظالمين حنقا و ما
يقوّي جلدك و صبرك …
وعزائي ايضا
انّك انت اليافع قد تعلّمت اليوم انّ
خلاص وطننا ليس بين يدي امثالي من الشيوخ
و المهدومين و ان كانوا يسعون مخلصين
لان يكونوا معكم بل بين ايديكم انتم شبان
البلد و شاباته
عزائي انني
الذي ساخجل منك لو التيقنا فيما انّك
انت سترفل في الفخر و التحدّي ّ
اما انت ايها
الهراوة الضالة فلن ادعوك ولدي لانّه لا
يمكن لي ابدا ان اقبل ان تكون ولدي ...فانت
حقير و سفيه و نذل و حذاء و هراوة ضالة
...لن أصفك بالكلب حتى لا
تحاسبني الكلاب … و لن اقول عنك انّك
مسعور حتى لا اعذرك ...انت
هراوة : هراوة لا عقل فيها
ولا احساس...أنت لا شيء أنت
نفاية أنت عدم ..أنت براز
لست ابن احد فلا احد يسعده ان يكون اباك
أو امك … انت متاع ...أنت
شهوة عدوان وعنف...انت
هراوة ضالة باعت ضميرها و انسانيتها و
صغرت و حقرت حتى ظننت انك ستكون لك قيمة
ان شرست اكثر و تعسّفت اكثر و أذللت
مواطنيك و كسرت توثّبهم …
أنت,
أيّها الهراوة, عبد
التعليمات : تعشقها و
تهواها و تفرحك و تزيد عليها, وبدل
أن تتحرّك فيك ولو نتفة من انسانية أو
من حسّ وطني فتقف عند حد التعليمات أنت
تنقاد الى غريزتك المتوّحشة فتعطش للاساءة
و الضيم …
لست ولدي ,
و لست ولد من ولداك ,و
لست ولد هذا الشعب ...لست
منا لا صلة لك بهذا الوطن ..أنت
الخزي و العار و القذارة و الكلب و النتونة
و العفن ...أنت عصا تحرّكها
عصا , سيبول التاريخ عليك
و على امثالك و على اسيادك و امريك و على
محبّي الدامس الذين انقضّوا على البلد
و جثموا على صدره يستنزفونه و يتهافتون
عليه لدحرجته الى الظلمات .العيب
فيهم و لكنّه فيك ايضا...لن
تجد عذرا في الاوامرفانت عبد تعشق الاوامر
… ولن يفيدك ندم و اليافع الذي صفعته خير
منك و افضل و أروع : أنت
هراوة ولاشيء وهو الحلم و الابداع و الغد
المشرق … انت مثل اميريك من صغيرهم و الى
ابن جدّه الى عريضهم وصمة عار و لطخة خزي
ستطارد مضاجع من شاءت الاقدار ان تكون
لهم بكم صلة … سيلعنكم شعبنا بل هاهو قد
لفظكم وهو سيكسر هراواتكم و يهزم غازاتكم
و يلقيكم في مزبلة التاريخ
كلمة أخيرة
اليك ايها الاحمق الوغد : استجارت
منك سيدة بان ذكرت انّها ابنة زميل لك
فتجشات بل تقيات حقدا و صلفا و قلت انّه
لا يشرّفك أن تزامل رجلا له ابنة تتظاهر
و تحتجّ ...حقدك المنساب
من احشائك الخامجة و من دماغك التابع
ستتذكّره ذات يوم عندما تجد نفسك لا تجرؤ
على النظر في
عيون الاطفال الذين ستلدهم
لك زوجة تعيسة الحظّ. ...
السبت 27جويلية2013