mercredi 24 juillet 2013

أمينة تحاكم وزارة العدل و ادارة السجون و الجلادين و القضاة . أمينة تحاكمنا





أمينة

منذ التقت عينانا يوم محاكمتك بسوسة بتاريخ 4 جويلية 2013 و أنا عاجزة عن الكتابة
عاجزة عن التعبير فكلّ الكلمات التي أعرفها في سياق وصف الشجاعة و الصبر و المكابدة و التشبّث بالمبادئ لا تكفي لوصف ما رأيته منك و فيك.
لا أستطيع أن أعبّر عن الأحاسيس التي تمّلكتني و أنا أراك تتخلّصين  من السفساري في تحدّ صارخ للعادات البالية و   ماهي  بقوانين كما يحاولون التسويق له
لحظتها عادت الى ذهني صورة نساء "الطرابلسية" وهنّ يدخلن المحكمة مطأطئات الرؤوس خانعات  محاولات اخفاء وجوههنّ لدرء فضائحهنّ و جرائمهنّ. قارنت خنوعهنّ بشموخك فمامن جرم قد ارتكبت و هذا ما يجعلك ترفعين الراس   عاليامتحديّة  مجتمعا بكامله, لا مجتمعات عديدة  صوّرت المرأة كائنا ناقصاو جعلت من تكبيل عقلها و أفكارها و جسدها  هدفها الأوّل و أولويتها المطلقة 
أمينة  رسالتك واضحة تونس دولة مدنية  نساؤها أحرار . هكذا كانت و هكذا ستظلّ  بفضل نساء مثلك   

 أمينة 
ابتسامتك في المحكمة و شعار النصر الذي رفعت رغم الألم و رغم سرقتهم لحريتك غيّرت فيا الكثير . دعتني الى مراجعة 
نفسي مرات و مرات . لا  بل دعتني لمحاكمة نفسي و محاسبتها   بصرامة . دعتني الى مراجعة أفكاري وأقوالي و أفعالي . و ها أنا أعتذر لك مرّة اخرى لانّني لم أساندك بشراسة منذ اليوم الاوّل بل اكتفيت بقولي بانني لن استعمل نفس الطريقة  . للتعبير و لكن من حقك ان تستعملي الطريقة  التي تريدين للقيام بذلك  في حين أنّه  كان من الاحرى  بي أن أعبّر عما كنت أشعر به حقا و لكن كما قلت في نصي الاوّل  الامي و اوجاعي من ظلم أبناء بلدي لي و تعمدهم تشويهي و تقزيمي و شتمي   بمباركة من يسمون أنفسهم تقدميين و مدافعين عن الحريات و حقوق الانسان أوجلني و أزجعني فقررت أن لا أتدخّل في قضيتك بشكل  كبير لتفادي  الضغط . و كما قلتها  و اعيد قولها يومها لم أكن في المستوى و أظهرت من الجبن الكثير  . 


أمينة 

سبق و ان عبّرت في نصي الاول عن اعجابي بما أظهرته من شجاعة أولا حينما تحدّيت مجتمعا باكمله و عائلة و عالما كاملا و نشرت صورك التي استفزّت كبت الكثيرين فمضوا يطالبون باقامة الحدّ عليك و يهددونك بالقتل و منهم من دعا الى . رجمك  و ثانيا لما ذهبت في مواجهة مع الموت نعم مع الموت  فمن يقدم على الذهاب الى القيروان رافعا شعار   مدنية  الدولة و حرية النساء و قد سبقته اخبار ما قمت به من نشر صورك يعرف انّه ذاهب الى مواجهة مع الموت   خاصة انّ من ذهبت لمواجهتهم سبق ان هددوا وزارة الداخلية و ما ادراك ما وزارة الداخلية بحمام دم في حالة منع اقامة مامرتهم اه عفوا مؤتمرهم 


أمينة 

أكتب لك اليوم لاشكرك لانّك عريتنا جميعا عريت جبننا عريت قبحنا عريت نفاقنا .  شخصت امراضنا النفسية و عقدنا العديدة  و اكتب لك لاشكرك لانّك حاكمتنا جميعا في جلسة محاكمتك في مساكن في قضية جديدة لفّقت لك لانّك تحديت
   قمعهم مجددا  و افرغت جرابك الممتلئ بمشاهد التعذيب في زنازين السجن حيث تقبعين لم تخافي  ما قد يسبّبه لك كلامك من مشاكل  و من تشفّ و تحامل من قبل سجانيك و أعرافهم و أعراف أعرافهم  رغم انّك وقتها كنت تمثلين امام المحكمة ظلما  و كتشفّ منهم  لانّك ابلغت محامييك عن تواصل التعذيب في السجن الذي وصفته بالمعتقل . يومها اختاروا ارجاعك الى المحكمة في قضية جديدة  كشف المحامون بطلان  اجراءاتها لانّك اعترضت على تعذيب سجينة رفضت اداء التحية فاوقفوها تحت الشمس الحارقة  لمدة   خمس ساعات  و لانّك كشفت ممارساتهم اللا انسانية القبيحة 


امينة

خلال المحاكمة وضعت القضاة امام الامر الواقع و حملتهم مسؤوليتهم التاريخية و طلبت منهم التحقيق في الممارسات  الخارقة للقانون في السجون , امينة يوما ابرزت كرمك و لم تمضي في خطاب نرجسي للدفاع عن نفسك بل مضيت تدافعين عن المظلومين في السجون أو المعتقلات   كما اخترت ان تسمي السجون في عهد الحكومة المتشدقة بالشرعية و . الثورية و الخوف من الله و احترام الانسانية  

 امينة
 خلال المحاكمة بان معدنك الثمين للجميع و ظهرت خصالك و تجلّت انسانيتك فمن منّا سينسى كلماتك و من منّا سينسى  ابتسامتك رغم الالم و الاحساس بالظلم  و من منا سينسى حركة يدك المربتة على راس الفتاة التي تحاكم معك و التي لم  و  
تستطع تمالك نفسها و انفجرت باكية لشعورهابالظلم و  الضيم



امينة 
انت عظيمة رغم انف الكثيرين 
 دخلت التاريخ من الباب الكبير رغم معارضة الكائدين 
شامخة  متمسكة بمبادئك كنت و كذلك ستظلين  




4 commentaires:

  1. شكرا صديقتي لينا..عسى ان يخجلوا من سوْءَاتهم

    RépondreSupprimer
  2. فعلا أكرمك الله أختنا الفاضلة وجزاك كل الخير
    http://www.easyplan1.blogspot.com

    RépondreSupprimer
  3. Bravo Lynna <3 :respect: et congrat pour la courageuse Amina ..

    RépondreSupprimer
  4. Bravo! Et congrat pour la courageuse Amina.

    RépondreSupprimer

مجرد رأي

نحن شعب لا يتعظّ من ماضيه و لا يحفظ دروس التاريخ و كأنّني بنا شعب قصير الذاكرة أو دعوني أقول معدوم الذاكرة. تستهوينا بعض عروض التهريج في مج...