منذ أسابيع قليلة واتتني الفرصة لمشاهدة عرض خاص بالصحفيين للفلم حنظل بقاعة المونديال و بحضور المخرج و بعض ممّن شاركوا في الفيلم و الذي هوشريط و ثائقي من اخراج السيد محمود الجمني متفقّد المدارس الاساسية الشغوف بالفنّ السابع فهو ناقد سينمائي و كاتب في المجال سبق له أن شارك في اخراج و أخرج العديد من الافلام.بدأت علاقته بالسينما من خلال ارتياده لنوادي السينما في الستينات قبل أن يشارك في تصوير العديد من الافلام كمساعد مخرج مع ريني فوتيي
الفيلم مدّته 52دقيقة و الصورة لعلي بت عبد
الله و شكري السلامي و حبيب المستيري و حكيم بن جمعة و محمد كسّاب و الصوت
لعماد المثنني و التركيب للعربي بن علي و الموسيقى لعلي شمس الدين و تناول
المخرج من خلاله موضوع التعذيب.
عنوان الفلم كان لافتا للانتباه و جامعا و
ملخّصا لما أحاطت به هاته الوثيقة التاريخية من مخلّفات التعذيب على أجساد
ونفسية المشاركين في الفيلم .فالحنظل كما نعرف جميعا هوتلك النبتة شديدة المرارة التي عادة ما يضرب المثل بها فيقال أمرّ من الحنظل و لا يمكننا اعتبار مثل هاته التجربة الاّ تجربة مريرة يستحال نسيانها و طمس مخلّفاتها و اثارها على من عاشها و من يحيطون به.
أراد المخرج من خلال هذا الفيلم فضح مختلف الانتهاكات الجسدية و النفسية التي تعرّض لها العديد من المساجيين السياسيين خلال حقبتي بورقيبة و بن علي و ذلك من خلال الشهادات الحية لعدد من المساجيين السياسيين السابقين من اليسار و من اليمين و لأحد الجلاّدين ممّا جعل الفلم شاملا.
الشهادات كانت جدّ مؤثّرة فلقد نجح المخرج في جعل المشاركين في الفيلم يتحدّثون بكلّ صراحة و تلقائية عن موضوع كان و الى مدّة بالغير بعيدة من التابوهات .فرأينا شهادات لمناضلين من اليسار كجلبار النقّاش و الحبيب مرسيط و الصادق بن مهنّي و مناضلين يوسفيين و مناضلي التيار الاسلامي و مناضلي الحوض المنجمي. في لحظة ما كسر هؤلاء كلّ الحواجز التي ألجمت ألسنتهم على مدى السنين و مضوا يتحدّثون عن هاته التجربة المريرة و القاسية فاختلطت الدموع بابتسامات التحدّي و الأمل.
فالرسالة كانت واضحة فحتّى و ان نجح هؤلاء الجلاّدون في انتهاك حرمتنا الجسدية فانّهم لم ينجحوا في المسّ من كرامتنا وزعزعة قناعاتنا و مبادئنا
الشهادات الحية المضمّنة في الفيلم كانت لرجال ونساء وشباب وشيوخ مثقفين وأميين عاشوا جحيم الاعتقال في زنازين وزارة الداخلية و من ثمّ في سجون تونسية مختلفة و خاصة سجن برج الرومي المعتقل الاشهر في تونس و من ثمّ لا يمكن الحديث عن اقصاء ايّ كان .
.
أراد المخرج من خلال هذا الفيلم فضح مختلف الانتهاكات الجسدية و النفسية التي تعرّض لها العديد من المساجيين السياسيين خلال حقبتي بورقيبة و بن علي و ذلك من خلال الشهادات الحية لعدد من المساجيين السياسيين السابقين من اليسار و من اليمين و لأحد الجلاّدين ممّا جعل الفلم شاملا.
الشهادات كانت جدّ مؤثّرة فلقد نجح المخرج في جعل المشاركين في الفيلم يتحدّثون بكلّ صراحة و تلقائية عن موضوع كان و الى مدّة بالغير بعيدة من التابوهات .فرأينا شهادات لمناضلين من اليسار كجلبار النقّاش و الحبيب مرسيط و الصادق بن مهنّي و مناضلين يوسفيين و مناضلي التيار الاسلامي و مناضلي الحوض المنجمي. في لحظة ما كسر هؤلاء كلّ الحواجز التي ألجمت ألسنتهم على مدى السنين و مضوا يتحدّثون عن هاته التجربة المريرة و القاسية فاختلطت الدموع بابتسامات التحدّي و الأمل.
فالرسالة كانت واضحة فحتّى و ان نجح هؤلاء الجلاّدون في انتهاك حرمتنا الجسدية فانّهم لم ينجحوا في المسّ من كرامتنا وزعزعة قناعاتنا و مبادئنا
الشهادات الحية المضمّنة في الفيلم كانت لرجال ونساء وشباب وشيوخ مثقفين وأميين عاشوا جحيم الاعتقال في زنازين وزارة الداخلية و من ثمّ في سجون تونسية مختلفة و خاصة سجن برج الرومي المعتقل الاشهر في تونس و من ثمّ لا يمكن الحديث عن اقصاء ايّ كان .
.
و قد دعا المخرج محلّلا نفسيّا ليقدّم توضيحات عن رحلة المشاركين في الفيلم مع التعذيب.ممّا أضاف بعدا علميّا للفيلم. و اختاران يبتعد عن الخوض في البعد الايديولوجي و السياسي لهاته التجربة و خيّر تناول البعد الانساني و هو يستقي مختلف هاته الشهادات. فجاءت كلّها متناغمة و متناسقة و أبرزت بشاعة التجربة و قساوة التنكيل. اختلفت الفترات و القضايا و اسماء الجلاّدين و لكنّ الالم و المعاناة و العذاب كانت واحدة فهناك من تحدّث عن الوضعيات المهينة التي تستعمل للتعذيب و هناك منحدّثنا عن تعذيب العائلات من خلال تعمّد سجنه في أماكن بعيدة عن مقرّ سكنى عائلته حتى ينكّل بها و ثمّة من تحدّث عن عذابه لنسيانه ملامح وجهه بعد حرمانه من رؤيته في المراة لسنواة عديدة اما عن التجويع و الحرمان من النوم و الاغتصابات الجنسية و التغطيس في المياة القذرة و استعمال العبارات النابية و الالفاظ السوقية فحدّث و لا حرج
... .
الفيلم هو صرخة فزع وفيه دعوة لتناول هذا الملفّ بجديّة و محاسبة المتوّرطين فرغم مرور سنوات و سنوات على تعذيب بعض المشاركين في الفيلم الاّ انّ الجرح لم يلتئم و لن يلتئم ...
و خلال النقاش الذي تلا الفيلم أشار بعض هؤلاء الى استمرار الاجهزة الامنية في اللجوء الى التعذيب و التنكيل بالموقوفين حتى بعد هروب الدكتاتور التونسي بن علي يوم 14 جانفي 2011 و دعوا الى ضرورة وضع حدّ لمثل هاته الممارسات البشعة المهينة .
الحاضرون في القاعة لم يتمالكوا أنفسهم و أجهشوا بالبكاء أمام صراحة مساجين الراي السابقين و أمام دموعهم و كلماتهم الصريحة
الفيلم وثيقة تاريخية هامة و لابدّ أن يلقى الاهتمام الازم من الجهات المسؤولة حتى يعرض على شاشتنا الكبيرة و الصغيرة حتى نعرف حقيقة ما جرى و نسعى الى منع مثل هاته الممارسات في فترات لاحقة
lina Vous êtes vraiment le visage des femmes respectables de la Tunisie avec la connaissance que je vous respecte trop .. Mais une question que je veux lui demander. Est-ce que votre activité découle d'un amour pour la Tunisie ou est-ce un intérêt personnel ... mizo ettounsi
RépondreSupprimerhttp://mizoettounsi.blogspot.com/