نعم أقولها و أعيدها اليوم خنقتني العبرات و أنا أتقبّل خبر موت أحد السلفيين الذين أوقفوا على خلفية أحداث السفارة الأمريكية . نعم سالت دموعي على خدّي عندما تذكّرت أنّه ليس الضحيّة الاولى لاهمالنا و لتعنّتنا و لرفضنا تقبّل الاخر . و مما زاد في حزني و ألمي هو أنّه الضحية الثانية لاهمالنا و تقصيرنا خلال أسبوع واحد.
عبّرت عمّا شعرت به على صفحاتي الفايسبوكية فاختلفت الاراء :شاطرني الاصدقاء الرأي و هاجمني بعض السلفيين أو دعوني أقول تهجّموا عليّا فكالوا لي الشتائم و الاتهامات كما جرت عليه العادة متهمين اياي بالتحريض على السلفيين و قد كنت من قبل قد اتهمت من قبل مدّعي الحداثة بالموالاة للحركات الاسلامية و السلفيين عندما كتبت عن أحداث العبدلية و نفيت وجود سلفيين ليلة أحداث المرسى التي حرقت فيها مراكز شرطة ومرافق عمومية اخرى.
.
و لكنّني ها هنا أتمسّك بما قلته صباحا كلّنا متوّرطون كلّنا متهمون في حادثة موت هاذين الشابين التونسيين. من العار و الخزي أن يموت شباب تونسيّ في السجون التونسية بعد ثورة . من العار و الخزي أن لا نساند حقّ هؤلاء في محاكمة عادلة.أنا لا أتبنّى أفكارهم و لست معنية باديولجيتهم بل و قد ندّدت بممارساتهم العنيفة التي طالت فنانين و أساتذة جامعيين و عميد كلية الاداب بمنوبة و ما أقدموا عليه في سجنان و منزل بورقيبة و غيرها من الحوادث العنيفة. نعم دعوت الى محاسبتهم و لازلت أدعو الى محاسبتهم و لكن بطرق قانونية انسانية عادلة
.
من العار أن يقدّم شبابنا كقرابين لارضاء هذا أو ذاك حتى و ان كان مذنبا و قد سبق أن قلت هذا الكلام ليلة تدخّلت في قناة 24 الفرنسية و الانقليزية مباشرة بعد أحداث السفارة الامريكية فتساءلت عن الاشخاص الذين يقفون وراء دمغجة الشباب و تحريضهم على الاخر و على العنف من يزرع فينا الكره و التباغض؟ ينبري الشيوخ المنافقين يدمغجونهم و يقدّمون لهم الاخر على أنّه عدوّ و يرمون بهم في مقدّمة كلّ أحداث العنف بينما يهنؤون هم برغد العيش . يدّعون أنّ أمريكا العدوّ اللدود و لكنّهم لا يتوانون عن التعاون مع هاته القوّة الامبريالية المدمّرة و المجرمة . هم ضحايا مجتمع هم ضحايا مدّعي الاسلام و تجّار الدين الذين لا يخجلون بالتضحية بالشعوب من اجل الحفاظ على مصالحهم و مناصبهم..
أعترف وأقول لم أكن بالشجاعة الكافية و لم يكن لي القدر الكافي من التسامح لاشارك في مظاهرة مساندة لهؤلاء الشباب للمطالبة بمحاكمتهم محاكمة عادلة نعم صرت أخاف النزول الى الشارع عندما يحتّلونه تفاديا للمشاكل و خوفا على سلامتي الجسدية و حياتي فلقد بلغتني العديد من التهديدات بالاغتصاب و القتل باسم الدفاع عن الاسلام فهم لا يتقبّلونني مساندة و لا ناقدة لممارساتهم العنيفة و لقد كفّروني و أباحوا دمي و دعوا الى قتلي على الشبكات الاجتماعية.
اليوم أعترف بانّني لم اكن في مستوى ما اطمح اليه من خدمة للانسانية و لكنّني أقول انّ ما وقع اليوم كان بمثابة الدرس الحياتي بالنسبة لي. نعم أنا لا اتبنّى اراءهم و لكنّني سادافع عن حقّهم في الحياة حتى و ان هاجموني و تهجّموا عليّ .
اليوم أعترف بانّني لم اكن في مستوى ما اطمح اليه من خدمة للانسانية و لكنّني أقول انّ ما وقع اليوم كان بمثابة الدرس الحياتي بالنسبة لي. نعم أنا لا اتبنّى اراءهم و لكنّني سادافع عن حقّهم في الحياة حتى و ان هاجموني و تهجّموا عليّ .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire