لتينع ألف زهرة و زهرة. و لتكنّ مختلفات: لونا و رائحة و شكلا... و ليسر الناس ـ الشباب الغاضبون ـ الثائرون ـ المنافحون لقدرهم على دربهم قبل 14 جانفي 2011 بأشهر بل بأعوام, و لينتشروا ألوانا - قصائد ـ شعرا ـ أغاني ـ رسوما ـ هتافات ـ تناديا ـ مسرحيات ـ غزلا لا يخشى الهواء ـ أفلاما تهتك الستر
...
...
و ليرسم الرسامون و غير الرسامين على المحامل التي ألفناها و على محامل يبتدعونها ـ يفتكّوهنا ـ يحرّرونها ـ و لا يكترثون و هم يجمّلونها بغضبهم ـ آمالهم ـ تعريتهم ـ حلمهم بتراتيب بلدية و لا باجراءات عفى عليها الغضب الهادر و التوق الى القمر الجميل
...
...
و لتزدن جدراننا ـ حيطاننا ـ أسوارنا ـ و اجهاتنا بالقبل ـ و الحبّ ـ و الاحتجاج ـ و الرفض + و السراخ ـ و الضحك مرّا و عسلا
...
...
و لتخسأ أيادي العصف ـ و الرقابة + و المراقبة ـ و الأبحاث ـ و التفتيش ـ و قوانين العهد البائد ـ العهدين الذين قيّدا انطلاقة هذا الأبيّ الهادر ... لتخسأ الأبحاث و التحقيقات ـ و دوائر الاتهام ـ و النيابة التي لم ينوّبها أحد ممّن أعادوا فتح أفقنا الذي انسدّ أمامنا و عليهم ـ محاكم عليها أن تولي وجهها شطر فاسدين ـ معطّلين ـ جلاّدين ـ عمت أعينها عنهم و أضحا ألسنتها و جيوبها تغازلهم و تناديهم الى الاصطفاف ... لتخسأ قوى نست أنّ الشرعية الأصلية و الأولى و النهائية للشعب , و تنكّرت لوقتيّتها و تناست أنّها إنّما انتخبت لتهيّء للانتقال نحو طريق الشمس و لتضع بالتوافق أسسا بنيناها معا و تقنع جميعنا و لا تقمع أحدا ... لتخسأ سلطة لا همّ لها إلاّ السلطة ـسلطة زنّت نفسها خالدة ـسلطة ستذروها الرياح كما عصفت بسابقتها لكن دون طويل انتظار أو مهادنة . سلطة تنكّرت للناس ـ للمرحلة ـ للحلم الرّائع ـ و تناست أنّ القوانين و الغجرائات و التراتيب إنّما هي فعل فاعل فعل به الشباب فعلتهم و أفلحوا ـ سلطة عادت من قبل و خلال و من بعد من مهّدوا لها الطريق بدمهم و بسذاجتهم , و باندفاعهم , و بطيبتهم, و باخلاصهم , و بصفائهم , و بطهارتهم و سماحتهم,وبقلبهم المتّسع لكلّ العالم حتى ذئابه وضباعه ـ سلطة لم تنتظر أن تسمع بل تصغي , و أن تتعلّم بل تدرك , و أن تجرِّب و تجرَب’ لتسرّع و تقنّن و ترينا أنّ لها باعا و ذراعا في العنف و العقاب و التشفّي و الجشع و سدّ المنافذ و قطع الطرقات على المحتجّين و إطلاق الغربان و بنات آوى الموروثين عن سلطة سبقتها و الذين اصطفتهم هي من الفاسدين و البلطجية و المخالفين من كلّ الأصناف ـسلطة امتطت ظهر الدين و قبلت النخاسة و لم يهمّها مصير الولدان , و تكالبت حتّى لأنّها عضّت ذيلها و لحست دمها
...
و لتخسأ معارضات تسكت عن كلّ ما يفتح عينيها على النضالات الحقّ و المعارك الأصليةـ معارك حقوق الانسان العامّة و الفردية , و لا تصغي الى هموم الناس إلاّ متى لم تبد لها فيها فضح أو إحراج أو زعزعة لصناديق و أصوات
...
...
و ليرفع رجال الفكر و الفنّ أصواتهم عاليا, و ليهتفوا و يتغنّوا و يصدحوا و يصرخوا كيفما حلا لهم , و ليزلزلوا عروش من ادّعوا تفرّدا بالدين و الأعراف و نصّبوا ذواتهم الهوجاء واسطة لا أخ لها بين الله و الناس , و عروش من انقادت اليهم السلطة عن مكر من التاريخ و تردّد من القدر و شذاجة أو انخداع من المواطنين, فانصبّ همّهم على أن ينشدّوا الى الكراسي فلا يعودون ينزاحون عنها و ان كان ذلك لدى الغالبية الهدف
...
و ليعزف العازفون و لو نشازا ... و ليتحرّر البدن ـ الجسد ـ الرقص ـ التمثيل ـ الجمال الفتان ـ و لتنطلق الألسن , كلّ الألسن ـ من عقالتها , و ليصوّر كلّ من رغب في التصوير , و ليرسم الرسامون و المحتجّون ـ و المحتاجون الى التعبير ...
و بدل أن تدفعوا بهراواتكم وكلابكم و عسسكم و قضاتكم المتمثّلين و سجّانيكم المرضى ليدقّوا عظام مسرحيّ, أو يقصفوا شباب قصّاثين ـ رسّامين , أو يقضّوا مضاجع أمّهات رسّمين على الجدار أعلنوا ولاءهم للمحتاج و المتطلّع المتشوّق الى الأبهى , انتبهوا الى الأسوار التي ما انفكّت ترتفع بين هاته الجهة و تلك , و بين هذه القرية و أختها , و بين هذا الحيّ و ربيبه , و بين الاخت و اختها و الاخ و أخيه...و تصدّوا ـ إن كان فيكم شيئ من إدراك و مسؤولية و اخلاص ـ لهذه الحيوط تقام هنا و هنالك تهتك المشهد و الحقّ عامّه و خاصّه , و تصنع لنا بلدا لا يمكن أن يطيب العيش فيه !
اطلقوا سراح "الزواولة"و تخلّوا عن السعي الى محاكتهم "
اطلقوا العنان للمبدعين جميعا و كفّوا هراوات حرسكم , و كطارق المنصاعين من القضاة و لا تتدخّلوا لطالما لم يحدث عنف و طالما لم يهتك أحد حميميات و خصوصيات أحد !
و لا تنسوا أنّكم مؤقّتون و عابرون و أنّ الثورة لم تفعل إلاّ أن انطلقت !
الصادق بن مهنّي
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire