مسألة المساواة بين الرجل وبين المرأة ليست شأنا نسائيا فحسب وهي لم تكن يوما كذلك. فالمرأة أخت الرّجل وقرينته وزميلته وصديقته. وهي قبل كل شيء أمّه. ثمّ إنّها بنته...
والمرأة التونسية حتّى متى كانت محرومة من الدّراسة ومن العمل خارج المنزل كانت على الدّوام مربّية الناشئة، والحانية على الجميع، والعاملة من الفجر حتّى حلول المساء وبعد الحلول : تعمل في المسكن وفي المطبخ وفي الحقل وفي المنسج وفي المزرعة... وهي إلى ذلك تعمل مقتصدة ومدبّرة وراعية للصحّة وللرّاحة وللنجاح بل حتّى لمجرّد تأمين البقاء !
ولم يكن إصدار مجلّة الأحوال الشخصية انتصارا للمرأة فحسب، بل كان نصرا لكامل المجتمع... وهو لم يكن أبدا وليد رغبة فردية -وإن كان لسداد رأي فرد وكذلك لحساباته السياسية دور هامّ في توليده- بل إنّه نتاج تراكمات ثقافية واجتماعية وحضارية أسهم فيها المجتمع التونسيّ بأجياله المتعاقبة.
ولولا مجلّة الأحوال الشخصية لما حقّق وطننا ما حقّقه من رقيّ ونماء ورخاء ولما استطاع الصمود –ولو سلبيا- ثمّ الانتفاض على من امتصّوا رقيّه وعطّلوا نماءه ونهبوا رخاءه... فالفاعلون في ثورة الشباب لم يكون رجالا فقط بل كان منهم فتيات ونساء كثيرات... العديد منهنّ كنّ في الطليعة، والعديد منهنّ دفعن ضريبة الدمّ وتعرّضن للاغتصاب والتعذيب والملاحقة... فنساء تونس لم يكنّ كنساء غزوات العرب : يسرن في هوادجهنّ أو على ظهور الدوابّ خلف صفوف المقاتلين يشجّعنهم على القتال ويمنعنهم من التراجع، بل كنّ في الصفوف الأماميّة للمظاهرات والتجمّعات والاعتصامات، وقضّين الأيام والليالي بالقصبة رغم أنف العسس والمندسّين وفلول التجمّع والبوليس السياسي قاطع الأنفاس...
نعم بنات تونس واجهن الغاز والهراوات والرصاص وقدن وصنعن الحدث بل الأحداث، وتقدّمن أقرانهن... نعم : بنات تونس صرخن ضدّ الطاغية وعرّضن أنفسهن وأسرهنّ وأطفالهن لجنونه وغضب زبانيته... نعم : بنات تونس واجهن مخاطر مواجهة النظام المتهاوي وعرّضن أنفسهنّ لاعتداءات الزبانية المندسين في مظاهراتهنّ ولسوقية المتاجرين بالدّين المهرولين إلى الشارع للاستحواذ عليه باطلا بعد أن زال الخطر أو كاد.
لولا ما حقّقته المرأة التونسية وما حقّقه مجتمعنا من انفتاح وتفتح لما كانت مستشفياتنا عامرة بالأطبّاء والطبيبات، ولما كانت جامعاتنا ومعاهدنا ومدارسنا تربّي وتكوّن، ولما كانت مؤسساتنا الإدارية والخدماتية والإنتاجية تعمل كما هي تعمل...
النّساء، يا سيّدي هنّ الذين يعملن في اليوم مرّتين : مرّة بل مرّات في المنزل، ومرّة وبأكثر تفان في عملهنّ الرسمي... وعلى من لا يدرك هذا أن يتجوّل في أريافنا لير من يعمّرها ويزرع خيرها، وليزر مصانعنا ولير من يدير سلاسل إنتاجها، وليسأل غيره ونفسه كم يرجع من ذاته له هو ذاته وكم يرجع لأبيه ولأمّه ؟
النساء يا سيّدي لسن لا ناقصات عقل ولا دين ولا دراية ولا دهاء.
بناتنا-أخواتنا-أمّهاتنا-قريناتنا، يا سيدي، صنعننا وصنعن بلادنا ولا تنقصهنّ الكفاءة ولا الخبرة ولا الجرأة... نعم نساؤنا قادرات مؤهّلات وفي وسعهنّ أن يكنّ في المجلس التأسيسي وفي البرلمان وحتّى أن تترأس إحداهنّ الدّولة الجديدة.
نساؤنا، يا سيدي، يزغردن لنا لكنهن لا يكتفين بالزغاريد... نساؤنا، يا سيدي، بشر كالبشر، إنس كامل الأوصاف... نساؤنا لم يعدن ولايا وعورات وخادمات-جاريات للرجال...
نساؤنا، يا سيّدي، -أيّها الوزير الأوّل بالنيابة- يمكنهنّ أن يتقدّمن لكلّ الانتخابات في كلّ المدن والبلدات والقرى والأرياف : فحتّى في المناطق النائية توجد مثقّفات –مدرّسات-ممرّضات-مهتمّات بالشأن العام.
وإذا كان من الأحزاب وشظايا الأحزاب من لا يقدر على تجنيد بعضهنّ فالأمر يعنيه وليس علينا أن نخصص جوائز أو عونا لمن هو مدّع قاصر... خصوصا متى كانت الجوائز وكان العون حقوق فلذات أكبادنا وفرحهنّ بأداء الواجب...
نساؤنا، يا سيّدي –أيّها الوزير الأوّل بالنيابة- لسن كمّا يترك للبعض من عشّاق المناورة والمداورة ، ولسن سلعة تسلّم للبعض الآخر من المتهالكين على الاستثراء مراكنة واحتكارا، ولسن ضعيفات -غير عاقلات- قاصرات يقبلن أن يولّى عليهنّ...
نساؤنا، يا سيّدي –أيّها الوزير الأوّل بالنيابة- كما أنت وكما هم وهو ونحن وأنا، لا فرق بينهنّ وبيننا... نساؤنا أرضنا المعطاءة وسماؤنا الزاهية... نساؤنا مستقبلنا الواعد- ألواننا البهيجة- سعدنا...
نساؤنا، يا سيّدي –أيّها الوزير الأوّل بالنيابة- أمّك التي أعجبني بل أبهرني وأنا الطالب القادم إلى عاصمة البلد من ريفنا القصيّ أن أراك تنتقل إلى شقّتها قبل مكتبك كل صباح .
نساؤنا، وبلدنا، وأرضنا، ونحن جميعا نرجوك :
"لا تغتل فرحنا وفخرنا بأن تحبط قرار التناصف !"
19 أفريل 2011
MERCI? pour cet article qui confirme ,notre peur .Est qu'un jour la tunisie trouvera une vrai liberté ;est ce qu'on est comdanée à être gouverner par des tyrans ou des barbus?
RépondreSupprimerbravo ,excellent ,je vous rejoint ,monsieur cebssi ne tue pas notre joie.on veut la parité entre homme et femme en tunisie.
RépondreSupprimerfemme je vous aime.. j'ai l'honeur de lire cet article .merci merci pour votre soutien et votre encouragement c'est rare de trouver un homme qui respecte la femme.merci
RépondreSupprimermerci monsieur ,pour cet article .
RépondreSupprimerles femmes tunisiennes ont besoin de cette parité quoi que disent les ignorants ,une fille de sidi bousid .
RépondreSupprimermonsieur ,sadok ben mhenni :toutes les femmes tunisiennes vous aiment et admirent votre peur pour leur liberté .merci monsieur.
RépondreSupprimerلا ناقصات عقل ولا دين
RépondreSupprimerPourtant c'est mentionné tout à fait le contraire au Coran ! (mais ça ne va pas dire que l'homme est supérieur, non)
la parité est critiqué par des gens que la démocratie ne les interessent pas ou bien par des jeunes qui croit que le peuple tunisien à évoluer pour voter pour une femme ,ni l'un ni l'autre ,n'a pris le temps de demander à la femme son avis.je suis sûre qu'elles sont pour ,dans tous mon entourage et ma famille elles était heureuse de changement et de l'égalité.parce que la religion est toujours manipuler par des hommes qui ne veulent pas que la femme soit tunisiennes mais ils veulent la transformer à un robot saoudienne ,et les hommes démocrates et libre même eux n'ont pas les couilles pour dire qu'ils ne sont pas d'accord mais dit qu'on parlent avec eux de religion ils commence à parler tous bas de peur de reprisaille ou de qu'ont dira ton ,même les athées d'entre eux ne disent pas qu'ils ne croit pas à dieux et ils ne veulent nous faire croire à l'évolution.
RépondreSupprimer