منذ أكثر من سنة و جرحى الثورة التونسية يعانون من اهمال و
لا مبالاة أولئك الذين توالوا على دفّة الحكم من مسؤولي حكومات مؤقّتة.
فتعدّدت المبرّرات و تنوّعت و كأنّ العلاج و حلّ المشاكل الصحية لمن ضحّوا
في سبيل الوطن و يحتمل الانتظار , فتذرّعت كلّ حكومة باسباب واهية فمن
الحكومات من تعلّلت بأنّها وقتيّة و لا تملك الصلوحيّات الكاملة لاتخاذ
التدابير اللازمة لعلاج هؤلاء الأبطال الذين واجهوا عنف البوليس و عرّضوا
أجسادهم للرصاص الحيّ حالمين بتغيير أحوال البلاد فلجأ بعض الجرحى الأبطال
الى النضال بأجسادهم مرّة أخرى ليضمنوا حقّهم الشرعيّ في العلاج و هو أبسط
ما يمكن أن نقدّمه لهم فدخلوا في اضراب مفتوح عن الطعام قبيل الانتخابات
بفترة قصيرة و ذلك بعد أن طرقوا جميع الأبواب التي أوصدت في وجوهم مرات و
مرات .و حاولوا مقابلة أغلب المسؤولين و أصحاب القرار و جرّبوا مختلف الطرق
الاحتجاجية السلمية التي غالبا ما تعرّضت الى القمع بعصى البوليس , نعم
وجّهت عصى البوليس اليهم من جديد بعد ما سميّ بالثورة و تجاه من يجب أن نقف
لهم احتراما و اجلالا و تقديرا . و لكنّ أصحاب القرارأصيبوا بعمى البصيرة و
تعلّلوا بوقتيّتهم .أمّا قادة الأحزاب فقد برّروا صمتهم أمام هذه المظلمة
بأنّ لا امكانيات لهم و لا شرعيّة و وعدوا بحلّ المعظلة بعد الاعلان عن
نتائج الانتخابات و يوم الانتخابات تهافت بعضهم على مقرّ اعتصام الجرحى
المضربين عن الطعام لالتقاط الصور التذكارية معهم حتى يزيّنوا بها سيرهم
الذاتية اسفة أعني سيرهم السياسية و حتّى يظهروا في مظهر القادة الابرار
المهتمّين بمشاكل الشعب و المتألّمين لألم أبنائه . و انتهى الامر بالجرحى
لفكّ الاعتصام بعد أن أغدقت عليهم الحكومة الوعود بالعلاج داخل البلاد و
خارجها . و لكن طال الانتظار و تعكّرت حالة بعضهم الى درجة بتر أعضائهم
المصابة. و التحق اثنان منهم بقائمة شهدائنا و هما حسونة بن عمر و الذي
فقدناه يوم 26أوت 2011 بجندوبة بعد رحلة عذاب طويلة صارع خلالها مخلّفات
الاصابات التي تعرّض لها خلال أحداث ديسمبر و جانفي و التي انتهت بالاطاحة
بالدكتاتور بن علي و محمد بن رمضان و الذي توّفي يوم 2 مارس 2012
متأثّرا بالصابات التي تعرّض لها بعد أن قام البوليس التونسي باطلاق الرصاص
عليه يوم 14 جانفي 2011 و تناسى الجميع ملف الجرحى ما عدى بعض الجمعيات
التي ظلّت تحاول ايجاد حلول مختلفة رغم امكانياتها المتواضعة كجمعية
نسيتني و التي ما انفكّت تتابع مختلف الحالات عن قرب. و كانت جلسة المجلس
التاسيسي الافتتاحية فتشدّق الجميع بحقّ عائلات الشهداء و ببطولة الجرحى و
حقّهم في العلاج و في عيش كريم و مضى أغلب ممثّلي الشعب يمدحونهم و
يثمّنون تضحياتهم و يعدون بالنظر في حالاتهم في أسرع الاجال و أقربها. ثمّ
تشكّلت الحكومة التي قيل أنّها منتخبة و عملت لأشهر و بقيت دار لقمان على
حالها فيما يخصّ ملفّ الشهداء و الجرحى و فيما يخصّ أهداف الثورة عامة .
و منذ أيّام اضطرّ الجرحى و عائلاتهم الى الاحتجاج من جديد خاصة و أنّ الوعود بتناول ملّفاتهم قد تعدّدت. فهذه ملفّات قد بعثت إلى قطر لتدارس امكانية علاج الجرحى و تمويل العمليات و هاته هيئة طبية ألمانية قدمت لمعاينة حالة المصابين بالرصاص و تقرير نوعية العلاج المتاحة لهم لكن تدارس الملفات في قطر استغرق وقتا طويلا و لا حياة لمن تنادي و الهيئة الطبية الألمانية قد قطعت حبل الأمل الذي كان بعض الجرحى يتشبّثون به باعلانها أنّ الحالات التي عرضت عليها مستعصية فكان الاحتجاج أمام وزارة حقوق الانسان و العدالة الانتقالية و كانت الامبالاة ثمّ الاعتداء بالعنف و القمع ... نعم من يجبوا أن يكرّموا قد تعرّضوا للضرب و عائلاتهم . نعم فهم يطلبون منهم أن يتحلّوا بالصبر و أن ينتظروا و لكن كيف لأمّ ترى جسد ابنها أو ابنتها و صحّته ينهاران يوما بعد يوم أن تصبر ؟
و كالعادة تهاطلت المبرّرات و التبريرات فتعلّل المسؤولون بضرورة التثبّت من أنّ المعنيين من جرحى الثورة و ليسوا من الانتهازيين الذين اغتنموا الفرصة للتمتّع بامتيازات الجرحى الحقيقيين و كأنّ وضعية هؤلاء تحتمل الانتظار و المماطلة و كانّ للعنف مبرّرات . أو لم تكف سنة كاملة لضيط قائمة الجرحى و الشهداء؟كم من الوقت على هؤلاء الأبطال أن يتنتظروا للحصول على أبسط حقوقهم و هو حق الحياة نعم هو حق الحياة فقد وصف أغلبهم حالته بالموت البطيء و ساءت حالاتهم النفسية بعد أن فقدوا الأمل في الحصول على علاجهم و العودة الى حياة طبيعية فأغلبهم كانوا هم الذين يعيلون عائلتهم و يكافحون من أجل العيش الكريم. فهل من حلّ ؟
و منذ أيّام اضطرّ الجرحى و عائلاتهم الى الاحتجاج من جديد خاصة و أنّ الوعود بتناول ملّفاتهم قد تعدّدت. فهذه ملفّات قد بعثت إلى قطر لتدارس امكانية علاج الجرحى و تمويل العمليات و هاته هيئة طبية ألمانية قدمت لمعاينة حالة المصابين بالرصاص و تقرير نوعية العلاج المتاحة لهم لكن تدارس الملفات في قطر استغرق وقتا طويلا و لا حياة لمن تنادي و الهيئة الطبية الألمانية قد قطعت حبل الأمل الذي كان بعض الجرحى يتشبّثون به باعلانها أنّ الحالات التي عرضت عليها مستعصية فكان الاحتجاج أمام وزارة حقوق الانسان و العدالة الانتقالية و كانت الامبالاة ثمّ الاعتداء بالعنف و القمع ... نعم من يجبوا أن يكرّموا قد تعرّضوا للضرب و عائلاتهم . نعم فهم يطلبون منهم أن يتحلّوا بالصبر و أن ينتظروا و لكن كيف لأمّ ترى جسد ابنها أو ابنتها و صحّته ينهاران يوما بعد يوم أن تصبر ؟
و كالعادة تهاطلت المبرّرات و التبريرات فتعلّل المسؤولون بضرورة التثبّت من أنّ المعنيين من جرحى الثورة و ليسوا من الانتهازيين الذين اغتنموا الفرصة للتمتّع بامتيازات الجرحى الحقيقيين و كأنّ وضعية هؤلاء تحتمل الانتظار و المماطلة و كانّ للعنف مبرّرات . أو لم تكف سنة كاملة لضيط قائمة الجرحى و الشهداء؟كم من الوقت على هؤلاء الأبطال أن يتنتظروا للحصول على أبسط حقوقهم و هو حق الحياة نعم هو حق الحياة فقد وصف أغلبهم حالته بالموت البطيء و ساءت حالاتهم النفسية بعد أن فقدوا الأمل في الحصول على علاجهم و العودة الى حياة طبيعية فأغلبهم كانوا هم الذين يعيلون عائلتهم و يكافحون من أجل العيش الكريم. فهل من حلّ ؟
bravo pour lina ben mheni ce cette article on est toujours avec elle
RépondreSupprimerBravo Lina ben Mhenni on est avec toi on t'encourage
RépondreSupprimer