samedi 14 avril 2012

التشغيل استحقاق يا عصابة السراق مقالي الاخير في جريدة ضد السلطة

أ يا حكومة العار أيا أهل الشقاق و النفاق ألم تعلموا أنّ العمل أو الشغل حقّ أساسيّ وواجب اجتماعي و اقتصاديّ لكلّ انسان و هو حقّ مدرج في الاعلان العالمي لحقوق الانسان لسنة 1948 اذتنصّ  المادة  23 على البنود التالية:
  • ( 1 ) لكل شخص الحق في العمل، وله حرية اختياره بشروط عادلة مرضية كما أن له حق الحماية من البطالة( 2 ) لكل فرد دون أي تمييز الحق في أجر متساو للعمل.( 3 ) لكل فرد يقوم بعمل الحق في أجر عادل مرض يكفل له ولأسرته عيشة لائقة بكرامة الإنسان تضاف إليه، عند اللزوم، وسائل أخرى للحماية الاجتماعية.( 4 ) لكل شخص الحق في أن ينشئ وينضم إلى نقابات حماية لمصلحته   .كما تنص  المادة السادسة والسابعة من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والذي اعتمد وعرض للتوقيع والتصديق والانضمام بقرار الجمعية العامة 2200 ألف (د-21)المؤرخ في 16 كانون الأول/ديسمبر 1966في مادته 6 على أنها تعترف الدول الأطراف في هذا العهد بالحق في العمل ، الذي يشمل مايلي: لكل شخص من حق في أن تتاح له إمكانية كسب رزقه بعمل يختاره أو يقبله بحرية ، وتقوم باتخاذ تدابير مناسبة لصون هذا الحق .يجب أن تشمل التدابير التي تتخذها كل من الدول الأطراف في هذا العهد لتأمين الممارسة الكاملة لهذا الحق توفير برامج التوجيه والتدريب التقنيين والمهنيين ، والأخذ في هذا المجال بسياسات وتقنيات من شأنها تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية وثقافية مطردة وعمالة كاملة ومنتجة في ظل شروط تضمن للفرد الحريات السياسية والاقتصادية الأساسية .كما نصت المادة 7 من ذات العهد على أنه تعترف الدول الأطراف في هذا العهد بما لكل شخص من حق في التمتع بشروط عمل عادل ومرضية تكفل علي الخصوص :أ . مكافأة توفر لجميع العمال ، كحد أدني :أجراً منصفاً ، ومكافأة متساوية لدي تساوي قيمة العمل دون أي تمييز ، علي أن يضمن للمرأة خصوصاً تمتعها بشروط عمل لا تكون أدني من تلك التي يتمتع بها الرجل ، وتقاضيها أجراً يساوي أجر الرجل لدي تساوي العمل ؛عيشا كريما لهم ولأسرهم طبقاً لأحكام هذا العهد ؛ب . ظروف عمل تكفل السلامة والصحة ؛ج . تساوي الجميع في فرص الترقية ، داخل عملهم ، إلي مرتبة أعلي ملائمة ، دون إخضاع ذلك إلا لاعتباري الأقدمية والكفاءة د . الاستراحة وأوقات الفراغ ، والتحديد المعقول لساعات العمل ، والإجازات الدورية المدفوعة الأجر ، وكذلك المكافأة عن أيام العطل الرسمية.كما نصت المادة 31 من الميثاق العربي لحقوق الإنسان على أنّ حرية اختيار العمل مكفولة والسخرة محظورة ولا يعد من قبل السخرة إرغام الشخص على أداء عمل تنفيذا الحكم قضائي.كما نصت المادة 32 من نفس الميثاق على :تضمن الدولة للمواطنين تكافؤ الفرص في العمل والأجر العادل والمساواة في الأجور عن الأعمال المتساوية القيمة.أما الشريعة الإسلامية فقد أولت هذا الحق اهتماما كبيرا . قال تعالى  : ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )  وقال عليه الصلاة والسلام في الحث على عدم هضم حق أحد وخاصة الطرف الضعيف :  أعط الأجير أجره قبل أن يجف عرقه )
و قد مثّل الحقّ  في التشغيل  واحدا من أهمّ المطالب التي دفعت بالشباب و غير الشباب الى الخروج الى الشوارع  و التظاهر و حتى مواجهة الرصاص الحيّ و ازاحتهم للدكتاتور خلال السنة الفارطة .فلم تخل مظاهرة من شعاري شغل حرية كرامة وطنية و التشغيل استحقاق يا عصابة السراق. و أغلب من هبّوا الى الشوارع هم من الشباب المتخرّج والمهمّش و المعطّل عن العمل.هم أولئك الذين صدموا بواقع مرير فور تخّرجهم من الجامعات بعد تضحيات مرار من طرف عائلاتهم لتوفير مصاريف الدراسة لهم أملا في  حصولهم على وظيفة تضمن لهم العيش الكريم. .اذ تبيّن لهم أنّ الوظيفة حقّ لا يتمتّع به سوى المحظوظون من أصحاب النفوذ و الوساطة و الرشوة لمن استطاع اليه سبيلا. و بعد الاطاحة بالدكتاتور عاد اليهم الأمل في الحصول على وظيفة و ضمان كرامتهم و استقلاليتهم و خالوا بل و خلنا أنّ الأمور تغيّرت و أنّ أصحاب النفوذ قد فهموا الدرس . انتخب أغلب التونسيون ,أو هكذا قيل فقد  عزف الكثيرون عن اداء هذا الواجب لأسباب عديدة  ,من وعدهم بتوفير مواطن شغل في اجال قياسية .و لكن طالت بهم المدة و لم تتغيّر الامور لا بل وزادت سوءا اذ هجر السياح البلد و خيّر العديد من المستثمرين الرحيل لغياب المناخ الامنيّ الملائم و ذلك لتقصير السلط في اداء واجبها. فلا وظائف جديدة و لاّ حتّى برامج مستقبلية لاحداث مواطن شغل لا شيء سوى  اللغو و اللغط والوعود الزائفة و النقاشات  البيزنطية  التافهة و  المشاكل المفتعلة لالهاء الناس عن مطالبهم المشروعة و الرئيسية.فقرّر المعطّلون عن العمل المطالبة بحقّهم من جديد و أغلبهم من المناضلين الذين استبسلوا في محاربة نظام بن علي وواجهوا قمعه أيّام الجمر. فتنظّموا و نظّموا العديد من التحرّكات الاحتجاجية  السلمية التي قوبلت جميعها باللامبالاة و الازدراء و العنف الشديد.و كانت اخرها مظاهرة سلمية نظّمت بتاريخ 7أفريل2012 اختار الحكّام أن يخرجوها من اطارها السلمي و  أن يحوّلوها الى ملحمة و أحداث عنف دامية بعد أن أطلقوا كلابهم المسعورة المكبوتة على خيرة شباب هذا البلد. فاستعملوا هراواتهم  و اطلقوا غازاتهم .ما حدث يومها أعاد الى ذهني ما عشناه من أوقات عصيبة  في ساحة محمد علي الحامي  خلال شهري ديسمبر 2010 و جانفي 2011و كأنّ عقارب الساعة قد توقّفت و استقرّت في تواريخ مثل 25 و 27 ديسمبر و 8 جانفي حيث تفنّن رجال الأمن لا دعوني أسمّي الاشياء باسمائها رجال القمع فهم لا علاقة لهم بالامن فهم جعلوا ليبثّوا الرعب و ينشروا الفزع و يبرحوا الضرب , في ضربنا و تعنيفنا .و عادت الى ذهني أبيات الشاعر السوري محمد الماغوط  :“أليس من العار بعد كل هذا التطور الحضاري والعلمي الذي حققته البشرية وبعد مئات الجمعيات وآلاف المدارس التربوية والفنية والأدبية والمسرحية والفندقية التي تغطي أرض الوطن العربي أن تظل لغة الحوار الوحيدة بين السلطة والمواطن هي الرفس واللبط وشد الشعر؟” 
و اعتراني الحزن و عادت الى ذهني  صور العشرات من الشبان و الشابات الذين قابلتهم ذات 8 جانفي 2011 في مدينة جلمة  فما ان  لمحوا الة التصوير في يدي حتّى ركضوا اليّ حاملين شهائد الاستاذية و الماجستير و باحثين عن بصيص أمل و عن ايصال صوتهم . عادت الى مسامعي نداءات الاستغاثة فكلّهم يحلمون بردّ و لو قليل من الجميل الى عائلاتهم التي كفلتهم ولازالت تكفلهم . في لحظة اختلطت في ذهني المشاهد و الاصوات : هراوات و قنابل مسيلة للدموع و أمّ نزار السليمي تبكيه ذات ليلة شتوية باردة... بكاء ... عويل ...طلقة نارية ... و امّ مرام تروي لي معاناتها و عجزها عن توفير المبالغ الهائلة لعلاج ابنتها ...هراوات ...ألفاظنابية ...و قنابل مسيلة للدموع ....و صوت جهاد يروي لي ألمه المستمرّ بعد أن اخترقت جسده رصاصة ... دموع ... اهات .....ثمّ قنابل فصراخ ...و ذكريات ليلة كدت أن أفقد فيها  أختا وصديقة قرّرت وضع حدّ لحياتها بعد أن عجزت عن توفير لقمة عيشها و هي من أصحاب الشهائد العليا صراخ و هراوات ... ولولا ألطاف الله لرحلت الى البد ... صوت نفس الصديقة التي اقتنعت  بضرورة مواصلة الحياة  رغم الالم  و قرّرت مجابهة صعابها و النضال مع بقية المعطّلين عن العمل ...  و هي تتألّم بعد أن طالتها عصا البوليس الذي خرج يوما ما بعد رحيل الدكتاتور ... بكاء... صورة فتاة  كسر رجال القمع يدها ...و أخرى ملقاة على الرصيف بعد أن رفسوها ...يا فاسدة ... يا بنت الشارع ... برّى شد داركم ... و شاب ينزف رأسه دم ... و عادت الى ذهني كلمات وزيرة المرأة و هي تدعونا الى شرب ماء البحر بعد ان احتج العديد من المواطنين على تعيين ابنة وزير اخر في وزارتها ... بكاء .. . عويل ...طف ... اضرب الكلب ... يا ولد الق... يا هامل.. طاف زيد اضربو اعطيه ... أفي كابوس أنا ؟ ماذا حقّقنا من مطالب ثورتنا ؟ هل يمكن الحديث عن ثورة... كفى أوهاما ... ديمقراطية؟؟؟ كلمة مضحكة جدّا ... ديمقراطية حكومة الكراكيز و الدجالين ...

 
 

5 commentaires:

  1. اشجعك و لكن ليس هناك نقد بناء الذي عادة ما يكتسب في الجامعات من خلال البحث احبك لينا by manifestdestiny thesunrisesintunisia

    RépondreSupprimer
  2. اشجعك و لكن ليس هناك نقد بناء الذي عادة ما يكتسب في الجامعات من خلال البحث احبك لينا

    RépondreSupprimer
  3. المقال ليس مقالا نقديا و ليس مقالا اكاديميا

    RépondreSupprimer
  4. نعم التشغيل استحقاق

    RépondreSupprimer
  5. نعم التشغيل استحقاق

    RépondreSupprimer

مجرد رأي

نحن شعب لا يتعظّ من ماضيه و لا يحفظ دروس التاريخ و كأنّني بنا شعب قصير الذاكرة أو دعوني أقول معدوم الذاكرة. تستهوينا بعض عروض التهريج في مج...