lundi 2 avril 2012

عدسات لاصقة لمحمد الماغوط

-: كم أتمنى لو أن الكتابة حرفة عادية كالحدادة والنجارة
والخياطة تؤخذ رخص بها وبمزاولتها وأٍسعارها من وزارة الداخلية أو
الصحة أو التموين.
بحيث أفتح وأغلق دفاتري في مواعيد محددة وأكتب المقالة أو
المسرحية أو القصيدة حسب طلب الزبون كالحذاء أو القميص أو
السروال
وأعود إلى بيتي وأغيّر ثيابي وأنام مع زوجتي وأطفالي على
جنب واحد حتى الصباح.
*
كلما كتبت كلمة خسرت صديقاً
وكلما زرعت شجرة يبست غابة
وكلما حصدت سنبلة جعت دهراً
وكلما طمرت حفرة فتحت هاوية.
*
ما علاقتي بالبرد والسياط وتحاشي الصفعات
بالقهر والجوع والوحدة
بالرقابة والأضابير والملفات والملاحظات
وجمركة الكلمة وتعقب الأزهار
والاختباء في الحاوية ودورات المياه
ما علاقتي بالسياسة الداخلية والخارجية
باليمين والوسط واليسار
والحرس الثوري والقومي والجمهوري وحرس فلان وفلان و
فلان...
بالفتن والحروب الطائفية والإقليمية
والانتخابات المزورة والدعاية لفلان والتعتيم على فلان
وبالخمر والتبغ والمهدئات والمسكنات والمنشطات
بتشمع الكبد والتهاب المفاصل وطنين الأذن واصطكاك الركب
والأسنان
بالعمل الفدائي والحرب العراقية والأفغانية والشيشانية وحرب
النجوم
- : كل العلاقة!
تعرف أنه مغناطيس ووضعت برادتك بجانبه
بحيرة تماسيح وألقيت بنفسك فيها
فانهض يا صلاح الدين!

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

مجرد رأي

نحن شعب لا يتعظّ من ماضيه و لا يحفظ دروس التاريخ و كأنّني بنا شعب قصير الذاكرة أو دعوني أقول معدوم الذاكرة. تستهوينا بعض عروض التهريج في مج...