عدت للتوّ من المغرب حيث وقع تكريمي من قبل منظمّة العفو الدولية في اطار تظاهرة سنويّة اسمها نساء من أجل حقوق الانسان ينظّمها الفرع الم غربي لهذه المنظّمة العريقة. و قد وقع الاختيار هذه السنة على الحقوقية المغربية ربيعة الناصري و هي
رئيسة سابقة للجمعية الديمقراطية لنساء المغرب وعضو اللجنة
التنفيذية للشبكة الأورو-متوسطية لحقوق الإنسان و
أستاذة جامعية بكلية
الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط و على شخصي الحقير كما قدّمني لأغلبكم
أبطال الفايسبوك بما أعنيه أنا العاهرة ,الماسونية, الصهيونية , عميلة جميع الشبكات المخابرتية في العالم, الملحدة , اليهودية , المسيحية , المصابة بمرض السيدا الخ الخ الخ و ان كنت لا أعتبر الالاربع صفات الاخيرة شتائم فأنا من محترمي جميع العقائد و لا أعتبر مرض السيدا عارا فهو مرض كبقية الأمراض و لا بدّ من الاحاطة بالمصابين به و معاملتهم بصفة عادية. حرص الجميع في الرباط على تكريمي
و أحسنوا ضيافتي فشعرت و لو لزمن قصير بقيمتي كانسان و شعرت بقوّتي
كامراة رفضت الخضوع و خيّرت الاصداع بصوت الحقّ رغم كيد الكائدين و تشويه
المشوّهين و كذب الكاذبين . البارحة كنت قد خططت البارحة على الفايسبوك ما يلي :"شكرا للبعثة الديبلوماسية
التونسية على تجاهلها دعوة حضور تكريمي الموّجهة لها من طرف منظمة العفو
الدولية فحضوركم كان سيقرفني ... و بتجاهلكم الدعوة أثبتّم ما يقال عن
تهميش الحكومة الشرعية جدّا و محاولتها تغييب كلّ صوت رفض الخضوع و قال لا .
و لكنّني ساظلّ صادعة بصوت الجقّ و بمبادئ حقوق الانسان ..."ظنّ البعض أنّ كلماتي تعبيرا عن اللوم أو ألما لغيابهم و لكن ما أردت إبلاغه هو تقصير هؤلاء . ما بغيت فعله هو فضح ممارساتهم و اقصاؤهم لمن لا يتبنّى أفكارهم و من يعارضهم و من يرفض الخنوع و الخضوع. و لكن دعوني أقول أنّني أشعر بالألم في بلادي يوميّا لأنّني الى اليوم لم أشعر بأنّني أعامل كمواطنة كاملة كما يعامل أيّ مواطن بحذف التاء . فأمّا عن التحرّشات في الشارع فحدّث و لا حرج و إمّا عن الشتم و التشويه على الشبكات الاجتماعية فقد صارت خبزي اليوم و غدت بلا تاثير عليّ. ما يؤلمني حقّا هو أن يرفض رفيق لي تواجدي في الصفوف الأولى لمظاهرة لأنّني امرأة و في منظوره التقدميّ جدّا و الذي يدافع عنه يوميّا أنا ضعيفة و لا مجال لتواجدي في الصفوف الأوّلية . ما يؤلمني هو دخولي الى مطعم حانة و رفض النادل تلبية طلبي و يدعوني الى القيام بذلك بنفسي في حين أنّه يقوم بخدمة جميع الحاضرين ... و ما أن يأتي حبيبي مسرعا بعد مهاتفتي له باكية من القهر و بما لا يمكن أن يسمّى الاّ " حقرة" تلك التي سعينا جميعا الى استئصالها و اجتثاثها حتى يهبّ نفس النادل لتلبية طلباتنا بتفان. ما يؤلمني هو أن يسعى سائق اخر الى اقلاقي و معاكستي في السياقة فقط لانّه اكتشف انّي امرأة. ما يؤلمني هو أن تسعى امرأة الى الحدّ من حقوق النساء و الى هدم ما بني و ما اكتسب لسنين ما يؤلمني هو وجود خطر داهم بحرمان ابنتي من نفس الحقوق التي تمتّعت بها و تمتّعت بها أمّي و جدّتي من قبلي . ما يؤلمني هو كلّ أشكال التمييز التي تمارس على المرأة يوميّا . صحيح أنّني تحدّثت عن بعض ما أواجهه يوميا و لكنّي أؤمن أنّ ما أعيشه ضئيل مقارنة بما تعيشه نساء أخريات . أنا موقنة أنّ الالاف من التونسيات يتعرّضن يوميّا الى العنف الللفطي و الجسديّ و أنّهنّ يتعرّضن الى التحرّش من المشرفين عليهنّ في
العمل و الى العنف و الاغتصاب الزوجي و الاغتصاب فمريم التي تعرّضت الى
الاغتصاب من رجال الشرطة و رفضت الصمت ليست سوى صوتا رفض الخضوع في حين اختارت
المئات الصمت درءا للفضيحة فنحن في مجتمع يعتبر المغتصبة مجرمة و يسعى الى
تشويهها عوض ان يحيطها نفسانيا و يعاقب المعتدي عليها و المجرم الحقيقي ... سيدتي يا من دعيت الى تجريم الاجهاض ماذا تفعل مغتصبة بجنين لم تختر وجوده و ليست لها الامكانيات للعناية به ؟ سيدتي مكّننا العلم من تظيم
حياتنا و من تحسين صحتنا الانجابية و من تحديد النسل فعما تتحدّثين سيدتي
... و ماذا تفعل من أضيبت بمرض يحول بينها و بين اكمال فترة الحمل ؟ ماذا
يفعل محبّان عاشا الحبّ فاثمر جنينا في حين غابت الظروف
الملائمة لاستقباله ... سيدتي ولدت حرّة و عشت حرّة و كذلك سأكون سيدتي انا
حرّة في تحديد مصيري كما أنا حرّة في كلماتي و حرّة في فرجي فبطني فبما
أفعل بهما ... سيدتي و أخجل من دعوتك سيدتي فانت لا تمثّلنني ولكنّني أفعل
ذلك من باب العرف لا أظنّ أنّك تمثلين الحرائر من نساء البلا د لن نقبل باعتداءتكم المتكرّرة على ما اكتسبناه على مرّ الزمان . سيدتي لن نتراجع و لن نقبل بالاسوإ . خيّرتنّ العبودية و الخضوع باسم الدين الذي شوّهتموه و صرتم تطوّعونه كالصلصال خدمة لمصالحكم و مصالح أسيادكم داخل الحدود و خارجها و لكنّنا ولدنا أحرار و سنموت أحرارا . .
-
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire