لازالت الشوارع تحتضنني و لازال الألم الممزوج بالأمل يسكنني. و هاهي
المدينة تستفيق كسلانة نشيطة في ان واحد . هاهم عملة التنظيف ينسحبون في
صمت كما قدموا بعد أن قضّوا كلّ الليلة في غسل الشارع الكبير الحامل اسم
المجاهد الأكبر ـ و كم نهوى النعوت الدالة على الكبر و العظمة ـ و في
تقليم الاشجار استعداد للاحتفال
تلك المراة التي توّسدت الأرض و التحفت النجوم لازالت حيث تركتها منذ
سويعات قليلة أثناء جولتي الليلية نعم هناك على درجات المعرض التابع
لوزارة المراة التي تتزعمها وزيرة أحذية ليلى...
وهل يستحقّ الأمر تعليقا ؟
و بماذا تحتفلون ؟ احتفالات بدأت منذ أيّام ... احتفالات على الطرقة
النوفمبرية" طبّال فزكّار فتبندير و تقشقيش أحناك" . المارّة قليلون إن
وجدوا
ما ان ابتعدت عن الشارع الكبير للمجاهد الأكبر حتّى طالعتني أكوام
الزبالة ... هذا ما تركه أبناء جلمة من الباعة المتجوّلين ... انتصبوا هناك
متحدّين الافتات المانعة للانتصاب الفوضويّ ههه... نعم الانتصاب الفوضويّ
الذي سيغدو سمة رجال البلد بعد أن ركّزت الحكومة جهودها على استيراد
الفياغرا على حساب استيراد أدوية هي مسألة حياة أو موت بالنسبة لبعضنا
... هاهم قد عرضوا سلعهم هنا و هناك بتواطؤ مع رجال الأمن و أعوان النيابة
الخصوصية و لم يكلّفوا أنفسهم عناء تنظيف المكان في اخر اليوم ...كما لا
يكلّف الرجل المكبوت المبتلع للفياغرا نفسه عناء تنظيف جسده و مسح اثار
سائله المنوي بعد النكاح ...و ظلّت عبارة "يا مزيّن من برّة اش حالك من
داخل" تتكرّر في ذهني فتتحوّل الى طنين مزعج و تتداخل الأفكار يعاودني
الألم الذي اجتاحني منذ سويعات خلت و أنا أشاهد مسرحية غيلان لمجموعة
الحمراء ... ضربتني كلمات ليلى طوبال في الصميم : هزّتني ـ خبطتني ـ
صفعتنيـ ضربتني ـ رجّتني ـ خنقتني ـ أسالت دموعي حارة على وجنتيّ
ممنوع الانتصاب الفوضوي
هنا حيث تباع الحرية
انتصبنا و سائلنا المنوي تركنا رغم أنفكم
تحتفلون ؟ ويحكم بما تحتفلون ؟
أعود الى الشارع الكبير الحامل اسم المجاهد الأكبر فتطالعني لافتات
الضحك على الذقون :14 جانفي لاخوف بعد اليوم 14 جانفي أوفياء لدماء
الشهداء
ههه تنتابني ضحكة هستيرية 7 نوفمبر أوفياء لصانع التغيير 7 نوفمبر لقد بلغ هذا الشعب درجة من الوعي.
في 7 نوفمبر نكحنا و في 14 جانفي نكحنا مرّتين ...
كم تعشقون الشعارات و العبارات الرنّانة !كم تهوون التواريخ الخاوية و
الفارغة من أيّ معنى ! كم تعجبكم الاحتفالات التي بنيت على باطل !
ما شدّ انتباهي في اخر المطاف هو أنّ أغلب الماضين الى العمل هنّ من
الماضيات الى العمل , يقفن متحديّات لفح القرّ الحارق الذي يصفع وجوههنّ
بقساوة , منتظرات احدى وسائل النقل الجماعية التي ستوصلهنّ حيث سيقضّين
النهار في العمل المضني لإعالة أسرة أو أسر ...ناسيات الام مفاصلهنّ التي
هدّها البرد و مناضلات من أجل لقمة العيش . فويحك يا من نعتهنّ بالمكمّلات
وويحك يامن نظّرت لبقائهنّ في البيت مقابل منحة وويحك يا من ترى جسدهنّ و
صوتهنّ عورة... فما العورة الاّ عقلك الذي توقّف عن العمل ...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire