mardi 16 novembre 2010

أرز باللبن لشخصين


منذ لحظات أنهيت قراءة كتاب أرز بلبن لشخصين للمدوّنة و الكاتبة رحاب بسّام و كنت قد بدأت قراءته البارحة مباشرة بعد أن وصلني كهدية عن طريق البريد السريع من الصديق المصري العزيز أحمد فرج. الكتاب في طبعته السادسة و قد صدرت طبعته الأولى سنة2008و هو عن دار الشروق للنشر و يندرج ضمن مجموعتها مدوّنة الشروق و هي سلسلة تصدرها الدار للمدوّنات العربية الممتازة.إذا قرأت الكتاب في سويعات محدودة وذلك لخفّته و بساطة لغته و سهولة تقبّلهاو سلاستها.

شدّني العنوان و هو عنوان الحدوثة الثالثة في الكتاب و خلت أنّ الكتاب يروي تجربة أو قصّة حبّ بين شخصين و لكن مع تتالي الصفحات عرفت أنّه ينقل مجموعة من الخواطر التي دوّنتها رحاب.يتميّىز الكتاب بتفحة الرومنسية التي غلبت على معظم حواديثه ولكنّه أيضا يعطينا لمحات عن تفاصيل الحياة اليومية. شدّتني حدّوثة أرز بلبن لمزجها بين تفاصيل الحياة اليومية و أسرار غامضة. فوصفة الأرز باللبن وصفة فريدة:

في هذه الأثناء صبّي مقدار خمسة أكواب من اللبن في إبريق زجاجي شفاف.اجلسي باسترخاء محتضنة الابريق بين كفيك.سيعمل هذا الحضن اليدوي على تدفئة اللبن.بحنان بالغ ربّتي على الابريق.فكّري أفكار سعيدة. دندني بأغنية حالمة.

بإحساس مرهف أضيفي رشة من القرفة وأخرى من الفانيليا، كل رشة بيد،افركي يديك سويا ومرريهما باستغراق على رقبتك،الرقبة مكان مهم للحصول علي أرز باللبن ناجح،استمري في التقليب لمدة ربع ساعةعلى نار هادئة جدا حتي يطري الأرز،اقتربي من الإناء واهمسي بسر ما، اختاري السر جيدا

استمتعت بقراءة كلّ من حدوثة 'محاولة لترجمة الحياة فلقد تطرّقت رحاب من خلالها لمشكلة التحرّش الجنسي بطريقة متميّزة ,ففي طريقها إلى حصة الترجمة الفورية وهي تحاول ركن سيّارتها راودها هذا التساؤل:

يخفق قلبي بعنف حتّى أشعر به يضغط على رقبتي و يكتم أنفاسي. قبل أسبوع من اليوم,وفي مكان قريب من هنا, اعتدى مجموعة من الشباب على بنات بالجملة,ليلة العيد, و في واحد من أكثر شوارع القاهرة ازدحاما. مالذي يمكن أن يحدث الان هنا؟

خلت نفسي المتحدّثة و أنا أقرأ ' المرأة الخارقة',فكم مرّة وقفت بالسيارة في وقت الذروة و خلت نفسي المتحكّمة في أضواء الاشارة .

أنا أتمتّع بقوى خارقة أو_يعني_أحبّ أن أصدّق أنّني أتمتّع بقوى خارقة.أحبّ أن أصدّق أنّ بإمكاني التحكّم في الأشخاص بإرسال رسال ذهنية لهم...أنا حتى أرسل رسائل ذهنية للأشياء :أنظر إلى الهاتف و أتمنّى عليه أن يرنّ فيرنّ.

و تحرّكت النزعة الأنثوية في و أنا أقرأ' جزمايتيس' فمن منا لا تحبّ الأحذية؟ و في 'أعماق أعماقي' أطلعتنا رحاب على محتويات حقيبتها و عرفنا رمزية كلّ قطعة فيها.و في 'عالم صغير' تتشابك حياتها مع التطوّرات السياسية في العالم:

يبهرني صغر هذا العالم على رحابته: ينهار البرجان فأتزوّج,وتسقط بغداد فتنتهي حياتي المهنية.

وهكذا تتوالى حواديث رحاب بين وصف حالتها النفسية التي تتأرجح بين نقيضي الحزن و الفرحة و بين تطرّق لمشاكل من الشارع المصري و بين تحليل بسيط لما يدور في العالم. الرواية ممتعة و قد دفعتني قراءتها للتساؤل عن غياب هذا النمط من المنشورات في تونس, فتجربة تحويل المدوّنات إلى كتب تجربة ناجحة جدّا في أنحاء عديدة من العالم. أذكر على سبيل المثال مدوّنة فكتاب و من ثمّ مسلسل 'عايزة أتجوّز' لغادة عبد العال و كذلك بالانقليزية بغداد تحترق للمدوّنة العراقية المجهولة 'ريفرباند' بالاضافة لتجربة المدوّنة اللبنانية ميّة زنكول في التدوين المصوّر فمية أصدرت كتابين, وشخصيا أعتقد أنّ مدوّنة Débat Tunisieيمكن أن تحوّل إلى كتاب مصوّر ناجح على غرار تجربة مية زنكول. فهل من دور نشر؟

شكرا لصديقي العزيز أحمد فرج الذي لولاه لما رأت هاته التدوينة النور.


1 commentaire:

مجرد رأي

نحن شعب لا يتعظّ من ماضيه و لا يحفظ دروس التاريخ و كأنّني بنا شعب قصير الذاكرة أو دعوني أقول معدوم الذاكرة. تستهوينا بعض عروض التهريج في مج...