jeudi 3 février 2011

إلى ابنتي و أخواتها المدوّنات و رفاقهن المدوّنين

لطالما اعتقدنا أنّ الياغورت و الشكولاطة و اللّحم المجمّد و السندويتش قد جعل منكم ليّنين و ليّنات  تعصرون و تدهسون و تمعسون ,و لا يهمّكم إلاّ أن 'تشيخوا...وتشيخوا في المقاهي و البارات و سهرات الحمّامات و قمرت, و لا تعرف أمخاخكم السفر إلاّ نحو الغرب المتهالك ...و لطالما أحسسنا بالنحس و التعس و البخس لأنّنا أنجبنا مسوخ ديدان لا يهمّها إلاّ أن تبقى و تتبحبح...
و فجأة اكتشفناكم:
اكتشفناكم فجرا منيرا,زخما بألوان الطيف, نسمات تدفع برفق لكنّها  تدفع تدفع , مدّا هادئا يزحف خيرا,شدّة ليّنة أو لينا شديدا يجذب يجلب يهزّ يدزّ يسحب يدفع
ثمّ انفجرتم
انفجرتم سيلا مزمجرا بصوت واحد عذب يغنّي يصرخ يبدع يصنع معجزات يهدم الهدم يبني من عدم صروحا منيرة تدكّ العتمة تفتح في السدود المنيعة شروخا يندفع منها  البشر و البشر يهرب منهم المستدام العصيّ الثقيل الطاغوت و المستحيل.
فجأة رأيناكم:
رأيناكم غير ما كنّا نراكم: نفحات طيب عتيق حديث معا, شذى كرامة صلدة كريمة, حدشا يرسم ملامح المشرق الآتي,قدرة  ابتكار  و خلق ,براعة مناورة ومداورة ,دقّة رمل خصب يتسرّب  يتسلّل  ينطلق, فنّ بقاء و نماء, اندفاع عزم لا يعصر و لا يكسر , اشتهاء تاريخ جديد يقطع يتجاوز  يتعدّى يتحدّى , فرح طفولة عذبة  بكر يتصدّى  يكبر يينع يزهر يثمر...

فجأة حاصرتمونا:
حاصرتمونا حصار المحبّ العاشق الصبّ , خلخلتم ركودنا, عطّرتم الآسن منّا , لملمتم ما ساح منّا , شبّبتم ما شاب منّا , أطلقتم عنان نفوسنا نزعتم كآبتها تشاؤمها خنوعها...
و من دون أن ندري
من دون أن ندري أخذتمونا إلى شبابنا طفولتنا حلمنا عشقنا أيّامنا العصيبة الحلوة...
ومن دون أن نعي ما يخضّنا يدغدغنا يهزّنا  يسحبنا يدفعنا وحدنا كياناتنا تنجذب إليكم تتوّحد معكم تنصهر في تيّاركم.
و الكشهد كالزهر كابنة الكرم و الكرم حلّقتم بنا نحو الغيم الطيّب , الصفاء الصافي , العزّة الأبيّة , النّور النيّر المنير , البهاء الأبهى...
فطردنا:
طردنا الخوف و الرهبة ورجفة الركبتين و إشفاق من له شيء من شحك و مصلحة, و تردّد المرهق المتعب المنهك المتهالك المرتاح مع دونيّته
و استعدنا:
استعدنا عزّة النفس و النزوع إلى السؤدد و التعلّق بالقمر.

و حلّقناّ:
حلّقنا معكم و إيّاكم .
و قلتم:
قلتم: فليكن. فكان .كان و يكون. و سيظلّ يكون.
قدتمونا:
قدتمونا إلى نهايات كففنا عن الحلم ببلوغها. قدتمونا إلى بدايات أعادت إلينا بسمة الرضيع , ضحكة الحامل, فرحة الشيخ, توّثب الفتى,
فرجاء:
رجاء كما قدتمونا قودونا و لا تنقادوا لادّعائنا و زيفنا و خرفنا و هلعنا و مناورتنا و تعسنا. و لا تنخدعوا بنا.
فأنتم:
أنتم الأمل و الثمل و العزم و الفعل و ... تحقيق الحلم المستحيل البهيّ البليغ الشهيّ الممكن.

01-02-2011
By Sadok Ben Mhenni

1 commentaire:

  1. ألف شكر لرشيد عمار رئيسَ أركانِ الجيش التونسي النخوة والشهامة منك يا بطل صارت تغار والكرامة تنزوي خجلا عنك يا رشيد عمار رفضت قتل شعبك برصاص بن على العار والآن قد حصدت من شعبك الحب والفخار إليك شعب مصر والعالم يراك بأشراف منظار شجاعتك وحكمتك فكت عن شعبك الحصار وحميت شعب تونس من وهج القهر والنار فهنيئا يا جنرال رشيد زوال ليل ظلم بنهار ثورة الرابع عشر من يناير منها الثورات تحار حفظكا لله من كل سوء وعانقتك كل الأحرار يا ليت شعري يهبنا به الله فذا مثلك يا جل الثوار يا من رحمت ضعف شعب ذله بن على الجبار قاست جماهير تونس بأسرها فكنت لهم الخيار وحقنت دم كل تونسي وحميت كل بيت ودار ورفعت عن كاهلهم القهر وحطمت كل الأسوار فراح زين العابدين هاربا بجلده كما يفر الفار وصرت فينا بمصر مثلا يضرب للوطنية كشعار والله إني أجلك يا رجل عانق بأخلاقه كل الأبرار

    RépondreSupprimer

مجرد رأي

نحن شعب لا يتعظّ من ماضيه و لا يحفظ دروس التاريخ و كأنّني بنا شعب قصير الذاكرة أو دعوني أقول معدوم الذاكرة. تستهوينا بعض عروض التهريج في مج...